بوركت يمينكِ يا كريمة الحرف،
ولامس صدقكِ صميم القلب فارتعشت له الروح…
إنّ الحروف التي خرجت منكِ لم تكن كلمات فحسب،
بل كانت دعاءً مُضمّخًا بالعطر السماوي،
وكانت مواساة من قلبٍ يعرفُ الوجع،
فيمدُّ يده لقلبٍ منكسرٍ… لا ليجفف دمعه، بل ليحتضنه كما هو.
نعم، يرحلون ولا يرحل طيفهم،
يغيب الجسد وتظل الذكرى جمرةً تحت الرماد…
تكفي نسمة حنينٍ لتوقظها نارًا.
إنّ فراق الأخت يا صديقتي،
ليس حدثًا، بل عبورٌ أبدي في وجدان الناجي من الموت.
كأنها تأخذ معها شيئًا منكِ… وتترك لكِ العالم ناقصًا.
ورغم الحزن… رضينا،
ورغم الشوق… سلّمنا،
لكننا ما كففنا الدعاء،
لأن الوفاء لمن فارقنا هو ما يُبقينا نحن أحياء.
فشكرًا لحرفكِ النبيل،ةوشكرًا لروحكِ التي ما زالت تعرف كيف تواسي بلطف النور.
اللهم كما جمعتنا على المحبة والدعاء،
اجمعنا بهم في الفردوس الأعلى، لا فاقدين ولا مفقودين.
تحياتي