يدقُ الهاتف ، أرى دخاناً يتصاعد منه ، شعرت أن من يطلبني ، يرسل إشارات استغاثة ..!!
- مرحباً، من معي ..؟؟
- صابرين ، أدركيني ، أنا جميلة ..
- مرحباً ، ما سبب رعشة الخوف التي تسير على حبليكِ الصوتيين ممزوجة بحرفك ..؟؟
- محسـ!!ــن !!
- هل أصابه مكروه .. ؟؟ !!
- لا ، أوقفني على باب قلبه ، مهدداً أن يطردني منه ـ إن لم أرضخ لجميع شروطه ويبنى بدلاً منه جداراً ، حتى لا أعود له ..
- ما شروطه ..؟؟
اسمعيني ، أبحثي لي عن حل ، أنتِ تعرفين أنني أحبه جداً ، وارتباطي به ..
- كلى آذان صاغية
بدأت في إرسال أسطول حلولي البحري ، لإنقاذها من الغرق في بحاره ..!!
- نحب بعضنا ، منذ أكثر من عامين ، نحلق معاً بلا أجنحة تعوق تحليقنا ، نقفز من شجرة عشق إلى أخرى ، نبني أعشاش الحلم على أغصانها المورقة ، لا الحزن يرقبنا ، ولا البعد يدركنا ..
- وماذا بعد ..؟؟
- تغير فجأة..!!
- كيف .. ؟!
- وجدته يحدثيى عن رجولته ..
- ماذا يقصد ..؟؟
رجولته التي فطره الله عليها ..
- لم أفهم ، أفصحي ..
- غرائز الرجل ، يريد أن أشبعها ، أقول له الحب .. يقول لم يعد يكفيني ، يجب أن تحترمي بشرية رجولتي .. دعنا من الجسد ، لنحيا لقلوبنا ، مشاعرنا .. أنا رجل كيان واحد ، قلب ، مشاعر ، وجسد .. دعنا نعيش فى الجنة .. الجنة للملائكة ، لستُ ملاكاً ، أنا بشر فقط .. لا تضغط علي ، أحبك .. أحبكِ أكثر .. أريد عشقاً ، يد تربت على مشاعري ، لا يد تقرأ لغة جسدي بطريقة برايل .. نتزوج .. كيف نتزوج ..؟؟ أنتَ لا تمتلك نفقات الزواج .. نتزوج عرفي ، في الخفاء ، كل منا في منزل عائلته ، نتلاقى لنطفئ نيران شوقنا .. كيف ؟؟ أهلي ، الناس ، جسدي الذي أحترمه ، أكثر مما تتخيل .. هل زواجنا يهدد احترامك لجسدك ..؟؟ نعم الزواج في الخفاء ، منتهى الإهانة لكرامتي ، وإنسانيتي .. اختاري إما نتزوج أو .....
تصمت ، بكاؤها يكمل شكواها ..
- جميلة حبيبتي ..
- معك ، صابرين أدركيني ، ماذا أفعل ؟؟
- أعطيه ما يحتاجه ..
- ماذا تقولين ؟؟ أعطيـه .. !!
- نعم ، الحجارة والإسمنت ....



رد مع اقتباس
ووجدوا حلاً لهذة المصيبة