مع خيوط الفجر الأولى ، وقبل ان ترسل الشمس خيوطها الذهبية لتدثر البيوت بالدفء والمحبة .

وقفت هي أمام المرآة لتضع خط الكحل الأول على عيونها الغافية من تعب الحياة وصغارها الستة . وهوجالس خلفها يرتدي حذائه فرفع عينه ليجد إنها أجمل النساء وإن نسى هو ذلك بعد أن سحقته الحياة بين رحى الفقر والعوز والخوف من الغد .

فوقف ليعانقها مودعاً على غير عادته وأخذ منها قلم الكحل وكتب على قطعة المرآة الصغيرة المعلقة على حائطٍ ملون بألوان الفقر القاتمة : أحبكِ

وأغمضت عينها ... لتفتحها على صرير باب بيتهم المرقع بالخوف وقد غادرها ليلتحق بسيارة الحمل الصغيرة التي تجمع العمالة الرخيصة كل يوم .

لحظات ويدوي الموت بصرخة انفجار يسحق كل من كان معه ويتركها وقلم الكحل وحرارة العناق الأخير ، وولولة النساء في مجلس العزاء وبكاء صغارها ومرارة الحياة .

.............

نشيج الروح مع مشاهد الأخبار المروعة هذا الصباح

مينا