وسَوسَت له ، التهمَ تفاحتَها ، فحرَمْتُه جنَّتى
صلة الوصل» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» سلام المحبة والنور ..سلام المحبة والنور ..» بقلم محمد الحضوري » آخر مشاركة: محمد الحضوري »»»»» في حضرة الصمت» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» حكم وأمثال وخواطر.» بقلم إبراهيم أمين مؤمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رماد الحب» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قبل انكسارِ الظِّلّ ..» بقلم مصطفى الغلبان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ليلة التخرج» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»» سنشدّ عضدك بأخيك» بقلم حسين الأقرع » آخر مشاركة: محمد ذيب سليمان »»»»» فاصنع الفلك» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الزعفران في الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
وسَوسَت له ، التهمَ تفاحتَها ، فحرَمْتُه جنَّتى
هي الخيانة قبحها الله وقبح فاعلها
سطر واحد قال الكثير وأغنى عن مجلد
وافر التحايا والتقدير
ـــــــــــــــــ
اقرؤوني فكراً لا حرفاً...
ذكرتني تلك الرائعة بقصة آدم والإغواء .. وطرده من الجنة
تصاعد سريع .. ووتيرة أسرع لاتستكين إلا بجملة الختام التي جعلتني أتنفس الصعداء
ق ق ج شديدة الاختزال ... وكأنني أقرأ مجلد متعدد الفصول
وذلك من أسباب روعتها
أستاذتي الرائعة صابرين ...
أعشق الغوص في هذا الجنس الأدبي الجميل ...
وخاصة عندما يخطه يراع مبدعة
دمتِ ينبوع لاينضب من الإبداع
محبتي الخالصة
الاستاذة صابرين الصباغ
تكثيف رائع يصف بمنتهى الدقة الكبرياء الممزوج بالألم
هو ارث آدم وغواية التفاح
سلمت وسلم مدادك
تلك الخيانة .. و هل أبشع منها فعلاً ؟؟
أستاذتي .. لك التقدير
الأدب شريعة ربانية لا يصلح لها إلا المصطفون من أرباب القلوب
يسعدني نشر الرؤية النقدية للأديب والناقد والصديق أ/ محمد الصاوي السيد حسين
عن أقصوصتي هذه ...
( وسَوسَت له ، التهمَ تفاحتَها ، فحرَمْتُه جنَّتى )
فى هذى القصيصة للأستاذة صابرين الصباغ نتوقف عند علاقة النحوية وأثرها فى السياق
1- يقوم النص على ثلاث جمل فعلية جميعها عبر علائق الفعل الماضى ، ولا يربط بين هذى العلائق أية أداة عطف بما يجعلنا مباشرة أمام تتابع وتلاحق وتوتر دلالى لا يهدأ إلا مع تلقى علاقة الجملة الفعلية الأخيرة ، إذن يمكن القول أن غياب حرف العطف يستحيل تعبيرا كنائيا عن الجو النفسى لدى بطلة النص التى تبدو الأمور فى بصيرتها محسومة وأفعالها باترة لا تتحمل أن تسقط ذرة غبار على شرفة كبريائها فيكون الحرمان بلا أدنى تفكير أو اجترار النظر إلى الوراء
2- يتكىء النص على استدعاء التراث الدينى والموروث الشعبى حين ينهل من قصة حواء وآدم ، لذا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى تساهم فى تكثيف هذا الاستدعاء ، بل وتعميق التخييل لدى المتلقى الذى يجد نفسه فى فلكين مختلفين ،لكنهما يتماوجان معا فلك التاريخ حيث وسوست حواء لآدم ، وفلك النص فى وقته الآنى حيث وسوست العشيقة لرجل امرأة أخرى ، هنا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى هى التى تناغم بين الفلكين الدلالين التاريخ وزمن النص بما يجعلنا أمام سياق دلالى محفز للمساءلة والتلقى
3- ( وسوست له ) تمثل علاقة الفعل الماضى استعارة تصريحية حيث تخيل لنا العشيقة فى هيئة حواء القديمة حسب التراث الشعبى وقد استسلمت لشهواتها وفضولها وانسابت إلى وجدان رجلها تستميله وتمنيه ، لكننا ولأننا فى فلكين دلالين نتلقى الاستعارة بوجهها الثانى حيث نرى حواء العشيقة وهى تقع فى خطأ أليم ولكننا لا نقدر أن نفعل شيئا فالوسوسة قد وقعت فعلا
4- ثم ولنتأمل جمالية المسكوت عنه وسوست له بماذا ؟ ... هذا المسكوت عنه الذى نتلقاه كعلاقة نحوية تكثف من تأثير الاستدعاء التراثى فنحن نرى الوسوسة ذاتها القديمة التى نعرفها ، والوسوسة الجديدة التى سننتج دلالتها عبر تأويلها كل حسب خبرة تلقيه لسياق النص ، بما يجعلنا أمام قراء علاقة المسكوت والتى تتمثل فى علاقة شبه جملة متعلقة الفعل الماضى ( وسوست )
5- ( التهم تفاحتها ) هكذا نتلقى السياق كما أشرنا دون علاقة حرف العطف ، حيث يكنز السياق استعارة تصريحية تخيل لنا محبة حواء العشيقة وهى تتراءى لنا تفاحة حمراء ناضرة شهية ، هنا التخييل يساهم فى توتير استدعاء النص التراثى ويتواشج معه فى رهافة وذكاء
6- ثم ولنتأمل علاقة الفعل الماضى ( التهم ) إنه لم يأكل ولم يذق بل التهم التهاما ، بما يجعل الفعل يستحيل تعبيرا كنائيا عن عقلانية هذا الرجل وعن نظرة بطلة النص إليه وهو لا يتفكر ولا يتدبر وإنما يلتهم ما لا يدريه التهاما كأى طفل جائع شقى
7- ثم نتلقى علاقة الفاء السببية ( فحرمته جنتى ) وهى العلاقة التى تناغم ما سبق فكأنها قمة الهرم التى ينتهى عندها معمار السياق ، حيث تتجلى لنا علافة فاء السبيية كنهاية بديهية لما كان منها ومنها ، ثم إن علاقة الفاء تجلو لنا كبرياء بطلة النص وبصيرتها لذاتها التى تجعلها رغم هزيمتها متصرفة متحكمة فى الحدث بل قادرة وهى المهجورة المخونة أن تحرم من الجنة
8- يمكن القول أن علاقة ( فحرمته جنتى ) تكنز استعارة تصريحية يتجلى فيها المحبة جنة ، وهو التخييل الذى يخيل لنا أنهارا من حب وبساتين من حب وقصور من حب وهذكا يتكون المحبة هى ليبنة هذى الجنة
9- ثم ولنتأمل علاقة ياء المتكلم ( فحرمته جنتى ) وهى التى تنشر ظلا دلاليا من خصوصية على هذى الجنة التى هى ملك للحبيبة عندها مفتاحها وتملك أبوابها تدخل من تشاء وتحرم من تشاء
10- يمكن القول أن أننا أمام بنية سردية على إيجازها تقدم درسا باهرا فى التخييل وجمالية الاتكاء على التراث لانتاج رسالة إنسانية شديدة النبل والبهاء
تحياتي للجميع
بستاهل هذا الخائن
الذي يخسر جنة مقابل تفاحة
ولعلنا هنا ننظر للأوسع والأرحب في الحياة
يخسر من يبحث عن لذة في الحرام
حور عين في الحلال
كل التقدير لهذه الومضة الراقية