الخيام

حَيّ الخِيّامَ إذا رأيتَ جَمالها وامْدُدْ شِفاكَ ~ وقَبِّلَنَّ رِمالهَا وبها أمِطْ عنك اللّثامَ وقَدِّمَنْ قبل الجلوس من التّحيّة مالَهَا وانْظُرْ بِرَبّك حين تدْخلُ سَمْكَها أطْنابها وعِمادَها وحِبالَهَا وبياضَ وَجْنَتِها وزُخرفَ كَفّها وشَذَى الخِيّاطةِ والنَّسيجِ خِلالَهَا وكفاك أنّ مُقام ليلٍ تَحْتها يُنْسي الهموم خِفافها وثِقالَهَا ويَسيلُ ريقُكَ في الصّباحِ لِصفْوِها وعليك تبْسطُ في الظَّهِير ظِلالَهَا بالقبضِ" تُؤخذُ دائما جَنَبَاتُها "والسّدلُ" في سَدِّ الذّرائعِ طَالَهَا والشّايُ فيها طَيّبٌ ومُنَعْنَعٌ حَلَقاتُه ترمي إليكَ نِبالَهَا لَكَأَنّهُ عند الخليطِ مدامةٌ خُضَّتْ فحَلَّ العاشِقُون عقالَهَا وكَأنّما بسط الحَصِيرةِ تحته بَسط القَطاةِ يمينها وشِمالَهَا دُرَرُ القوافي الْغُرِّ تَحْلوا وَقْتهُ مَن را مها شَدّتْ إليهِ رِحالَهَا ويطيبُ لِلأَلْغازِ في نَدَوَاته أن تَسْتَمِدَّ من الحضور سِجالَهَا و إذالْتَفتَّ إلى الطّبيعة ~ هَيَّجَتْ وِجْدانَ قلبكَ إن رأيتَ تِلالَهَا تاللهِ لوْ خُيّرْتُ ما فارقْتُها طول الحياة ولا ملَلْتُ وِصالَهَا وَلَكُنْتُ في وَطَنِي أُجِلّ مقامها وأعُدّ في دُرَرِ القَصِيدِ خِصالَهَا يَكْفي ضَميري ~ بعدما أحْبَبْتُها أنّي أُحِبُّ نسائها ورجالَهَا

الأخ الحبيب الشاعر فطرة لا تكلفا محمد عبد الله
سعدت بحرفك كما الفته ينبت كعوسج طهر في مفازات البلاغة ليترطب بعطره ريق البيان وينسل تحت بساطه كلم الفصاحة مستظلا بخيامه العامرة بالعبير والأرجوان

حي البـلاد إذا أردت سؤالهـا تنبيك حالا ما يكـون منالهـا من بيدها طهر النبات مضمخا بعرار تزكية يصنـف حالهـا قيصومها عطر التحية والهوى ومن الأقاحي ما مشيت خلالها أزهارها مثل النجـوم منيـرة ليلا وتعرف إن سريت خصالـَها خضر المرابع تزدهي كنمارق صفت كعنقود يبين جمالها من شيح منبتها عصارات التقى عرفوا بطعم المكرمات زلالـَها وتطيب دالية السهاد بليلة بات الكرى لا يغرينَّ ثمالها

ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
تحية أخي
بارك الله بك

سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الشاعر محمد عبد الـلـه

لقد أثرّت ايها الشاعر المتمكن اشجاني , قصيدة رائعة , وافكار عالية , ونبض حرّ كريم , ما اروع هذه السليقة , وهذا الجرس , وهذه الغيرة , تستحق كل ثناء واكبار .
تقبل محبتي وتقديري الكبير لك

اخوكم
السمان

قصيدة جميلة ومميزة بحق ، رسمت ملامح إبداعك الوصفي في الخيام ، وبينت مدى شغفك بها حتى كدنا نقول ما تقول.

أحيي قدرتك المميزة هنا بحق ، وأستأذنك في أن أشير إلى البعض القليل مما رأيت التوقف عنده:

وبياضَ وَجْنَتِها وزُخرفَ كَفّهـا
وشَذَى الخِيّاطةِ والنَّسيجِ خِلالَهَا
لا أجد توظيفاً موفقاً لهذه المفردة هنا أكان بمعنى صريح أو بكناية.

دُرَرُ القوافي الْغُرِّ تَحْلـوا وَقْتـهُ
مَن رامها شَدّتْ إليـهِ رِحالَهَـا
بل هي تحلو من غير ألف.


أخيراً فقد أحسنت حقاً فلك التقدير.


تحياتي