الــــ"لاشئ"...!!

كومت أحلامي منذ سنين...
ولا زلت أعجنها بوهم التحقيق والتقدير...
وكلما مرت عليها أقدام الوقت...
كلما زادتها صلابة وزادها اليأس تحقير...
هناك فقاعة تحيط بي..
كل يوم تكبر ويزداد سمكها ...
وعبثا أحاول فقئها أو ثقبها...!!
فهي تحول بيني وبين الحياة...
ولكني..أحيا..
أتنفس... أتغذى... وأنام...
لأصبح مثلي...مثل تلك الأريكة قرب النافذة...
تمر الحياة من أمامها وهي لا تتحمل سوى الأتربة..!!

إنها حالة اكتئاب مربكة...
أسمتها صديقتي حالة الـ"لا شئ"

تقول صديقتي

اللاشئ...معناه..
لا هدف... لا جديد..
لا أهمية لكل شئ وأي شئ..!!
فقط ملوحة البحر سكنت مدامعنا...
وداهمنا الحظ السيئ ..
بشئ من الوجع و الأنين...

لـ "لا شئ" فلسفة غريبة...
تسكن عقولنا ..فتطبق بكل عنفوانها على ما بقي فينا..
مؤامرة اغتيال سرية...
لا هدف لها سوى تدمير كل روح جميلة فينا..

اللاشئ..

هو أن تكون هنا... وهناك...
عقل خالي إلا من البياض...
روح متألمة حتى الممات...
جسد منهك حتى الاحتراق...


اللاشئ

هو أن تشعر أنك نكرة...
وان كل من تحب ليسوا في حاجة إليك...
وتستكين لتلك الحالة..
مرغما أو راضيا لا فرق..

فراغا يلتهم صبرك...
وبياضا يبتلع كل الألوان...
وسحابة سوداء تقترب لتغتالك..
تحرق الفرح..
وتسرق لحظات حميمة...
وتصبح خواء...!!
شبه مادة جامدة ..جسد بلا روح...

تقول صديقتي..
اللاشئ...
مثل الصدأ ...يذيب أرواحنا للحظة...
نحسبها عمرا...
يطمر كل جمال فينا...
فلا نرى سوى فداحة الوقت وهو يرتكب الحماقات...
ووحل أعمارنا قد أغرق كل حلم معه...


سألتها: وهل لنا مخرج..!!

فأجابتني قائلة:
لا مخرج لنا...لأنها حالة...
مجرد حالة...لا تنتهي...
كدائرة الحياة...
نحاول أن نتكيف معها..
أن نعود لكنف وجودنا الحقيقي..

تدور بنا رحى الحزن..
نبكي...!!
نطهر أنفسنا...نتوجه لله...
نصلي ...نتبتل بالقرآن..
فتتلاشى...

ولكنها تبقى في دواخلنا...
تسكننا كإعاقة نفسية...
نظن أننا تكيفنا معها...
فيحدث شيئا ما...
يعيدنا إليها من جديد..!!

أختي عروس الكون :

قلم ينم عن إبداع وجمال ...أهلا بك في واحة المبدعين

وأرجو أن يطيب بك المقام ،وأن تجدي كل مايسعدك

بحق استمتعت هنا فما زلت الى الآن وأنا أردد تلك الحروف متأملةٌ تلك الكلمات..

كلماتك فعلا رائعة وتخاطب بروعتها القمر،وتجالس النجوم لتحكي دروب نفس متألمة ...

بإنتظار قلمك دوما

لك خالص ودي المعطر برحيق الياسمين

عروس الكون ..أهلا ومرحبا بك

كم هي رائعة سطورك رغم حزنها

جميل هو يراعك ..أنا في شوق لجديدك

كوني بخير يا عزيزتي

*
*
*

تحية واحـة
نـورا

الغالية سحر الليالي...

تواجدك الراقي في نصي أسعدني...
كنتث هنا مذ قامت الواحة الرائعة...
ولكني غبت طويلا...

وها أنا اعد لمعانقة إحساسكم الرائع...

وجودك ربيع دائم لحرفي...

كوني بخير..!!

الغالية نورا

لله در هذا التواجد العطر ...

برائحة القرنفل والياسمين...

غاليتي...

يبقى الشجن حبيس ارواحنا الثكلي..
تواجدك أسعدني..

ثقي اني ساكون هنا...

دمت غالية

فلسفة مثيرة للإهتمام حقاً , و لكننا بالفعل مُتكيّفون معها , و إلا فلماذا نكتب؟!!!


شكراً أختي / عروس الكون , على تلك السطور الحزينة.



لكِ تحياتي


أحمد فؤاد

الفاضل أحمد فؤاد...

كل الشكر لمرورك من هنا...

نحتاج الحزن ليسكننا ونسكنه احيانا...

لو لم اجد هذه الفلسفة في واقع كثيرون...لما كتبتها..!!

كن بخير..!!

تقديري

يمنى... الحياة هي الحياة بأشيائها و لا أشيائها... هي تلك الأضداد معا... فلا قيمة للشيء إلا بنقيضه...
دمت فيلسوفة....

يمنى...

اعجبني النص من حيث اللغة والصياغة.
لكني اتوقف عند..فلسفة اللاشيء..التي جردتيها من كل شيء..وهي كما قلت تسكننا..اللاشيء..فلسفة كبيرة...انها استقت جذورها من تفاهت وجودنا..لعلي قاسي في منطقي هذا..لكن اقصد بذلك ما آلت اليه احوالنا.. فلسفة اللاشيء..العدمية..هي حاضرة في كل شيء نفعله من اجل اللاشيء ذاته.
فقط راجعي ذاتك..وانظري كم لاشيئا..شيئيا قد غزاه منذ البدء.


تقديري ومحبتي
جوتيار

الحبيبة يمنى سالم..

أجدت وربي في وصف حال الكثيرين ن أو ربما حال الأغلبية ..

لكنها حال يوجـِدها الشخص لأنه لم يعرف رسالته في الحياة ، لم يتذوق بعد الطعم الذي يشعر معه بلذة الوجود ، ومهمتنا أن نوجد هذا الطعم في حياتنا ، وهو أمر ليس بعسير ، ولكن لأننا نصارع غمرات الكآبة واليأس كثيرا ؛ نراها بعيدة كالنجم يلتمع من بعيد !

رسالة أي مسلم أن يعيش لله ، بالله ، ومع الله.. ومنها تنطلق رؤيته ، كيف يحقق هذه المعاني ، وفق طاقاته وإمكاناته ومعرفته والتزامه بما يقرر..

أكرر.. ليست مسألة صعبة أن نعيش الشيء : الحياة التي نريد : الحياة التي تحمل طعما يشعرنا بلذة الوجود !

أسجل إعجابي شديد بما سطر بيانك المتألق

محبتي الخاصلة يمنى !
خلود داود