اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمدة مشاهدة المشاركة
تسلل عبر أزقة عتيقة، دس يديه داخل جاكيت رمادي يشابه ليلته، تذكر أيام كان صبيا يركض في تلك الحارة قبل أكثر من نصف قرن , لم يكن وقتها لديه ما يجلب النكد لعواصم ومدن ! , يُحاول أن يُسرع الخُطى دون جدوى، الأرض مبللة اسفل قدميه، يدوس بعض من ذكريات ، يتهاوى على الأرض، لا يستطيع أن يخرج يديه من جيوبه، فيرتطم جبينه بالطين، يلملم جسده ويكمل المسير، بعد أن تحسس وجهه وأزال بعض أوساخ , أخيرا وصل، يُخرج مفتاح أطول من أنفه، يقاوم صدأ القفل، يسحب الباب للأمام يتنفس الصعداء , يدفع الباب .. بعض من جبل حدث صوتا لم يفهم إن كان عتابا أم فرح ! يبحث عن مفاتيح الكهرباء، يتذكر أن سنين مرت دون أن يأتي أحد , يلامس السلم الخشبي، يشعر بتراب عازل للخشب يصعد قليلا فجأة يسمع أصوات غريبة تأتي من غرف أرضية يتردد، يصعد دون العودة للتأكد، يستمر في الصعود، ترتعد مفاصله حين يصطدم وجهه بخيوط العنكبوت الهابطة من ثُريا تدلت وسط السلم يزيح عن وجهه بعنف وهلع، يكمل الصعود، يُخرج مفتاح أخر هذه المرة بحجم إصبع يده، يفتح الغرفة، يشعل ثقاب لا يكترث بالساتر الترابي ولا بزحف الثعابين يرتمي على سرير نساه سنيين عدة تتطاير الفئران يخشى أن يكون قد أزعجها فيعتذر منها ويغط في نوم ثقيل !
______________________________
وهذا نص يقال له صباح الخير والجمال
الأديب العمدة
أعذرني إن كان توقيعك هو أول ما صافح عيني
فوجدتني أهرول لأبدأ القراءة من أعلى الصفحة.
قصة جميلة وأسلوب درامي متمكن، يعتمد التشويق والمفاجأة
أكاد أسمع صوت الموسيقا التصويرية تعانق الحدث .
هلا سمحت لي أخي العمدة بتصويب طفيف قد يكون بعضه هروب حرف من (لوحة المفاتيح ؟ )
اسفل - أسفل
بعض - بعضا
مفتاح - مفتاحا ( في المرتين منصوبة / مفعول به )

بعض من جبل حدث صوتا - (هنا لم أفهم المقصود فاعذرني )
فرح - فرحا
أصوات - أصواتا
يزيح عن وجهه - يزيحها عن وجهه (عائدة للخيوط )
ثقاب - ثقابا ( عود ثقاب )
نساه سنيين - نسيَه سنين
__
الرجاء الانتباه للنقط والفواصل
نص بديع حقا
تقبل احترامي