الغرام الســـامي


إن العيونَ بحار عشـق، لم أجد
بُدّاً من الإبحار فيهـــا. . . لائمي
مَنْ لم يَذُقْ طَعمَ الصبابةِ في الهوى
يُبـدي الملامةَ من فؤادٍ صــائـم
يا بدرُ، مشتاق لطلعتك الدُّجى
والشوق حَلَّقَ في انتظار دائــــم
لَكِ ضِحكَةٌ لم تكتمل في مسمعي
لَكِ نَظْرَةٌ خرقتْ فؤادَ العــالِــم
لَكِ همسةٌ منها تثور مشاعري
لك لَمْسَـةٌ تُخْفي حنيـن َ العـالَـم
ويْلُ الفؤاد من العيون إذا قستْ
رَضَخَتْ إذاً كفُّ الهوى للظــالِـم
ماذا يظن الناس أني فـاعِـلٌ
حتى وإن جـاؤوا إلَيَّ بخـــاتَـم
أتراهمُ ظَنُّـوا بأني غافِــلٌ
حتى أساؤوا فهم صمتي الــدائـِـــم
أم قد تراهـم يحكمون بشوقهم
فالشـوق عندي في فؤاد هـائــم
فإذا المحبــةُ ما أرادوا وزنهـا
في محفـــلٍ، عجزت لذاك عزائمي
من قسـوة الحب ابتكرت قصائدي
فالشــعر في سـهر الليالي نـادمي
زادت شجوني في الفؤاد وقد مضى
للعشـق يصغي من هديل حمـائمي
ماذا تظنـون الـهوى في ناظري؟
والعمــر يجمــع للهوى المتراكم
لم أترك الأشـواق يلمحها الأسى
فما خذلت لدى الوصال براعمي
إن كنتِ حقــاً تبتغين سعادتي
عُـدي سنيَّ العمــر حتى مآتمي
حتى إذا ملكت يميني جنّـــةً
ما قيمة الدنيـــا وفيها مأتمـــي؟
بِكِ لم أزل متفائـلاً فتفاءلـي
لـيرى الزمــان نهـاية المتشائم
سأظلُ أروي برعماً من حبنا
ويظل حبك كالنعاس لنائم
وأرى بأنك وردةٌ لم تُثنــها
ريح المتـاعب والأسى بمظالم
وأرى بأنك درة فيهـا الهـوى
فجمــالك الفتـان يذكي تراجمـي
مَنْ قال إنَ غـرامنا إثم لنا
فغـرامنـا يسـمو، وليس بآثـــم
حتى وإن قالــوا عليل في الهوى
سأصارح الدنيا ولست بكاتـــم
احتـرت ، واحتار الشـقاء بعيشتي
فالعيش بين مســافرٍ أو قـادم
وتحدثت عني وفيَّ نــــواظـرٌ
عمـا أعـاني في زمـان واجم
قد سرت في سـاح الهوى متحدِّياً
ورضـاكِ عنـي قد يزيـد لوائمي
أفرطت في عشقي، وعشقي لـوعةٌ
والصـدق لسـت بيائسٍ أو نادم
فلقد كسـوتك من جميل قصائدي
ثوباً أراهُ مُرَصَّعـاً من نــاظمـي
فوجدت فيـك محبتي وســعادتي
وبـدايتي ونهــايتي ومواسـمي


شعر الأستاذ سعد ناصر الدين