الحامدي...
قرأت النص مرة...لكني عدت اليه مرة اخرى..وكاني لم اشبع منه.. لرغبتي في الاستزادة من طعم السرد الرصين.. بعد ما اتضحت لي ملامح الخيط الرفيع الذي ينتظم ومضات عقلية..في غاية الروعة من حيث التصوير الفني بدقيق العبارة و عميق الدلالة.. حيث وجدت النص يشتغل على تيمة الجنون ..من خلال الصراع الذي يعيشه المجنون... والسارد..في خضم السؤالات..عن حقائق غابت عند اهل العقل..بل يتهرب منها اهل العقل..لكونها بلاشك تفضح مكنونات الذوات وتبيح اسرارها الدفينة..حيث مما لاشك فيه ان من الاسئلة تنطلق الافاق مفتوحة..ومنها تستباح الافاق ذاتها..من اجل سطر لوحات وومضات انسانية خالدة في عمق الكون والوجود..ومن دون هذه الاسئلة تبقى الانسانية رهينة الماضي التليد..والبقاء ضمن دوائر ضيقة لاتتسع الا لمن يستغل الافق..وهنا جاءت لمحات وومضات المجنون(العاقل) نبراساً عقلانيا.. تستفيض ألقاً..وروعة..وحقائق..من هذا المنطلق .. تصبح القصة برمتها حالة إنسانية تتجاذبها تساؤلات وانفعالات لا يطفو على سطحها غير المسموح بالإعلان عنها.. بينما تبقى الأسئلة الحقيقية حول الأصل في الجنون العقلاني هذا معلقة أو مسكوتا عنها .. والنتيجة كما تجسدها ردود الفعل المعبر عنها .. يتداخل فيها المدرك وغير المدرك.. لدرجة الانتهاء إلى الإقرار بالجنون الحتمي والسجن.. ، باعتبارهما الحقيقة المعادلة للوهم . ..قصة قصيرة محسوبة على الكتابة الجادة التي تراهن على الاشتغال الفني للدلالة على الانشغال الذهني..والعمق الفكري..والتكثيف الدلالي..والرؤية العميقة للواقع الانساني..والمدركة بالذات الانسانية الواعية.
محبتي لك
جوتيار