لا مقبل ، لا مدبر

( شدوا نشاطه إلى وتد بحبل طويل ، يفخرون بأنه عربي أصيل ويعرضونه للبع ... )
1 – يا خاوي السرج إن الكرّ يحْترق
والفرَّ يحدو به التسليم والفرقُ
2 – فافرش صهيل الوغى خدرا وخذ نفسا
فالقوم في الجرح حطوا الرحل بل غرقوا
3 – هذا ينادي بغمد السيف مرتعدا
وذاك مستعجل قد هزّه الشبق
4 – يا ثكلها البيد يبكي قفرُها خببا
كانت لصولاته الآفاق تنفلق
5 – واغنم من الغيد و الأسحار رقّتها
وانس الإغارات فالفرسان قد نفقوا
6 – وارقص فقد صار حبّ الرقص صنعتهم
مجّوا صدى السيف ثمّ الطبل قد عشقوا
7 – باعوا دروعا فقد أمستْ تجرّحهم
واستمرؤوا الجحر عند الجدّ ما انتفقوا
8 – أغرت عظام يلوك العصر أخبثها
هاماتهم فافتروا الأعذار واختلقوا
9 – واهدأْ فإنّ الصهيل المرّ يوقظهم
من نومة زمّت الأنفاس فانغلقوا
10 – رابطْ بذكرى أماسيهم وإن فزعوا
قد يخصب الذكرُ آمالا فتأتلق
11 – أيقظْ ثرى الأرض فالتشتيت يلفحها
وارجم أديما لعلّ الحقّ ينفلق
12 – فاليوم لا مقبل ، لا مدبرٌ وبك الــــــــــ
أجلاف في السّرج و الأرزاء ترتزق
13 – باعوك ثمّ اشتروا كرشا وقبعة
قد أبهرتهم أباريق بها علقوا
14 – ولّت سمومٌ بوادي القيظ مثلجة
فاشرقْ هنيئا بما عبّوا وما شرقوا
15 – قد كنت سهما تجوب الأفق ملتهبا
واليوم تخبو وكم يشتاقك الشفق
16 – شُدَّ الصهيل الذي ناغته ناصية
فالأذن صماءُ لا صوت فيخترق
17 – والمجد أمسى بذيل الجبن منعقدا
قد غيض في كفّنا الإرغاء والحنقُ
18 – يا نحنُ يا أنت يا يوما وموقعة
قد جازنا الفخرُ ، لسنا فيه من سبقوا
19 – أبكيت يا فحل أشجاني بحمحمة
فالحرّ للحرّ مشتاق ولا ملقُ
20 – تشتاق للركض أشواطا بلا زمم
حتى يُروّي الخطى الإرْخاءو العرقُ
21 – تشتاق عطر الوغى في همس نجدتهم
إذا صَحتْ فيهُم الضوضاء والرّمقُ
22 – أوسع مدى الركض لا تكفيك هملجة
أوسعْ فكم زانك الإحضارُ والعنقُ
23 – أرحبْ سريعا ففي الإهماج تسلية
أرْخ العجيلى ففي الإهذاب تنعتقُ
24 – فكّ القيود التي حفّت بجلجلة
واصدح بجشات رعد ضمّها الأفقُ
25 – وقل فما الحق إلا ما بجحفلة
من صادق الضّبح تخشى قبْعَه الطُّرُقُ
26 – أَتَبْك من وفرة في الشرب ، من علف
ومهدك الفلّ والريحان والحبقُ ؟
27 – أم أنّ حبّ اللظى في المهر عنصره
وعشقه الموت في هوجائها الخُلُقُ ؟
28 – يا من تعاف الكرى حمّى سنابكه
يغفو شموخا و يكسو نومَه الأرقُ
29 – هامت بك الأرض والأسياف مغرمة
واختطّ ألوانك الإشراقُ والغسقُ
30 – دُرْ حول غلّ وعارٍ لست تبلعــــــــــه
فالعارُ أمسى كمثل الدّين يُعتنقُ