بَــراثِن الْـوَجْــد

قَتَّلْـتُ آلامـي بمديـةِ صَــارمِ
وَزَرَعْتُ غيظكِ يا بثينة في دمي
وغَرَسْتُ نَصْلاً في عرين مواجعي
فَطَعَنتُ هَمَّاً كـانَ سـرّ تَبَرُّمـي
جَرَّعْتُ قلبي سأب شَهْدِكِ فارتوى
ظَمَـأَ الجّنـان بلوعـةٍ كالعَلْقَـمِ
ما هَمَّني جرحٌ أَلَـمَّ بِـهِ النَّـوى
لكنَّ وجْدي من ضَـلالِ توَهُّمـي
شاطَرْتِنِي كلّـي بومْضَـةِ بـارقٍ
منْ ثَغْرِ رئْمٍ فـي براثـنِ هَيْثَـمِ
توري جبين السوء تَعْتَمري التُّقى
تُرخي لثام السُّخْطِ سـرَّاً تَكْلمـي
إنّي لَزِمْـتُ الْعَهْـدَ دُوْنَ تَذَمّـرٍ
وَحَفِظْتُ وِدَّكِ رَغْمَ كُـلِّ تَظَلُّمـي
ما إنْ يطيب الجرح تَلْفَحُني النُّهى
كالنَّار تَسْعرُ تحت جمرٍ مُضْـرَمِ
كلّا وربّكِ مـا خَسِـرْتُ عزيـزة
أيَضرُّ قَيْحاً لو تَصَبَّبَ من حَمِي؟!
زَمَناً وَذِكْرَاكِ الجَّمِيلـةُ تَنْطَـوِي
بِكِتَاْبِ وَجْـدٍ دُوْنَ عِلْـمِ تَكَلُّمِـي
تبَّاً لِذكرى كـم أَنِفْـتُ زعافهـا
كالسّم تجري في خواصِرِ مَرْغَمي
تَسْري بأوْرِدَتي فَتَنهـشُ خافقـي
كالأُفْـعُـوان بنـابـه المُتَثَـلِّـمِ
إنَّ انْبِلاجَ النَّزْفِ نُـوْرٌ لِلْـوَرى
والْهَدْيُ أَسْمَـا في دُجَاكِ الْمُظْلِـمِ





بقلم زياد العمَّار
في 9/6/2008