العالم الثالث لا يربى كوادر حاكمة !!
فإن كان الرجل العسكرى فى الغرب يستطيع أن يقود أمته فى بحار السياسة و محيطاتها - كما فعل أيزنهاور مثلا فى أمريكا - فإنه فى عالمنا الشرقى لم ينشّـأ إلا على العسكرية - إن أتقنها - و بالتالى فإنه غير قادر - إن قام بانقلاب يستولى به على السلطة - أن يقود السفينة , بل إن شواهد التاريخ تخبرنا أن كل من فعل ذلك من العسكريين قد قاد بلاده إلى الضياع ..
باكستان تحديدا - حين استولى فيها الجنرال أيوب خان على ما أذكر - على الحكم ، أدى ذلك إلى انفصال باكستان الشرقية عن باكستان الغربية و نشأت بذلك دولة بنجلاديش ، و ها هو برويز مشرف يقود باكستان فى طريق التشرذم .. و الضياع .
أما عن السادات - رحمه الله - فقد كان ، قبل أن يكون ضابطا ، سياسيا محنكا ، اشترك فى عهد الملكية فى مصر فى معترك الحياة السياسية , و حوكم فى إحدى القضايا - قضية مقتل أمين عثمان الذى كان مواليا للانجليز المحتلين ، و بناء عليه ، فالسياسة لم تكن ميدانا جديدا بالنسبة له .
أما عن طواعية التنحى عن كرسى الحكم فى بلادنا فالأمر يعود إلى غياب الديمقراطية الحقيقية التى تعنى تداول السلطة بالإضافة إلى قلة الوعى لدى الجماهير ، فليس فى بلادنا (رئيس سابق ) و إنما ( رئيس راحل)
و بناء عليه فإن من يأمل فى أن يتخلى ضابط عن السلطة طواعية فإنى أقول له : ذلك " عشم إبليس فى الجنة " ...
مصطفى سلام