الحياة مليئة بالقصص المزعجة ، وكل قصة تختلف عن الأخرى ، وكلها مزعجة ، ومن بين الانكسارات النفسية التي لا تنسى والتي تصاحب كل إزعاج تأتي هذه القصة الواقعية ، ففيها إشارات تدّل على واقع لم يكن يومًا سيئًا كما هو عليه الآن ، ولا نقول ذلك وكأنّنا نمنح أسلافنا في القرون الماضية الفضيلة المطلقة – فيما عدا قرون الخير الثلاثة الأولى طبعًا – ولكن حجم هذا السوء والفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي – وهو سبب لمن سبقه – والسياسي وحتى الفهم الديني الخاطئ للدين نفسه ، يجعل من الحليم حيرانا ، ويبرز السؤال الرئيسي : هل الجينات الوراثية قد تبدلت واختلفت بفعل هذا الهواء الفاسد وثقب الأوزون ؟ من يدري ولكن على أية حال يبقى السؤال مطروحًا جنبًا إلى جنب مع سؤال آخر يقول : ما ذنب الذئاب حتى تصنف بمستوى أناس الذئاب منهم بريئة .
في قصتك هناك حزن وأسى وهناك أشد فتكًا ممن هم ذئاب حقيقية ، فحتى الذئب لا يقتل ولا يأكل إلا عندما يجوع ، وحتى عندما يجوع فهو معذور ، لكن ذئابنا الآن تعيش لتقتل وتفتك بالبشر وتترك من خلفها بصمات أشبه بورم خبيث لا دواء له .
لماذا نمنح الذئاب مثل هذه الفرص المجانية ؟ هذا سؤال آخر يحتاج إلى وقفات طويلة .
عصام عبد الحميد ؛
كقارئ متذوق للأدب ولا أعرف كثيرًا عن فن كتابة القصة القصيرة ؛ أقول لك قصتك جميلة ، ولكن لو اشتغلت عليها أكثر لأصبحت أجمل مما هي عليه الآن ، وعلامات الترقيم كانت غائبة كليًا عن نصّ حمل فكرة هادفة وذات قيمة كبيرة .
تقديري واحترامي