صفحة ربيعيه بحق
سرني التواجد بين دررك وجواهرك
تحياتي وإحترامي
بارك الله فيك أختي فاطمة ، أشكرك على كلامك وزيارتك لهذه الصفحات
دمت بخير وعافية
تحياتي
كَانَ بودّي أن أستَرجعَ أيّامَ الصّبا وشهورَ الطّفولة ، أنْ أنعمَ بمراتع الأنس ومجالس البراءة وأنا بين لِدَاتي .. كان بودّي أن أحلّق في سماء تلك الأيّام المضمّخة بأريج الصّغر..أن أنزعَ عن ذاتي مسؤوليةَ الرّجولة ، أن أبقى صفحة بيضاء ، أن ألقى النّاس بوجه طلْق بشوش ، أن أخلقَ السعادةَ لأمي وأبي ، أنْ أحييَ ليالي النّوم الجميل وأعيدَ خيالَ الحلم اللذيذ ..
منعَ البقَاءَ تقَلُّبُ الشّمسِ ... وطُلُوعُها من حيثُ لا تُمسي
وطُلُوعُها حَمْراءَ صافيةً ...وغُرُوبُها صفْــرَاءَ كالوَرْسِ
اليوم أعلمُ ما يَجِيءُ بهِ ...ومَضى بفَصْلَ قضَــائِهِ أمسِ
لكن ، شيخٌ أنا رغم أيّام الشّباب التي تطفحُ بها أيّامي ، يسكُنني ظلّ الخيْرِ..وأعرفُ كيفَ أسطّر ما يجولُ بخاطري ، خطّي أنيق ، قلمي بغير جدّ مغزلُ ، كلماتي واضحة كنهارٍ إفريقي ، عاريةٌ كالحقيقة ، ومواضعي تجلس من القرّاء مَزْجَرَ الْكَلْبِ ..
شيخٌ أنا رغْمَ حداثتي ، تَسكُنُني همّتي وعزيمتي ..ألتقطُ أنفاسَ إرادتي وأنا أتسلق جبالَ زماني ...
فاعذروني فاضَ حبري بما استوحاهُ من حنيني إلى الأيّام السّالفة ...
أترجو أنْ تكونَ وأنتَ شيخٌ ...كما قد كنتَ أيّامَ الشّبابِ !!
أشعر بالانسِحاق ، بالانخلاع ، حينما أسْتَيقِظُ من سُباتي فلا أجدُ من حقيقةِ التي كانت تعبثُ بأحلامي ، إلاّ خيالاً صارخاً يغزو دَواخِلِي ، وشَبَحاً مُتأرجحاً على ضِفاف وِجداني ... وبين الحقيقة والخيال يضيعُ الحلمُ الذي هو أنا !!
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ...ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ
نصيبك في حياتِك من حبيبٍ ... نصيبُك في منامِك من خيالِ
عند فَقْدِ من نحبّ تصبح ساعات أيامنا أثقل من غيرها من الأيام ، تتنامى في دواخلنا أحاسيس غريبة ، ومشاعر متباينة ، تدفعنا لنعاف وجودنا ، والدنيا التي فيها غُراب البين أبداً ينعقُ تصبح في مخيلتنا لا تساوي قلامةَ ظُفرٍ ...تأخذنا نوبة من الوهن المفاجئ الذي يجعلنا نعبر طرق الحياة بشق الأنفس ....
طبعت على كدر وأنت تريدهـا ...صفوا من الأقـذار والأكـدار