راقتني قصّة قصيرة للأستاذة كاملة بدارنه بعنوان ( صراحة ) فاستوحيتُ منها هذه الصفحة الدّامية ، فأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك ، ولتسمح لي الأستاذة الطيبة كاملة ، وهذا رابط القصة :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=60054
استيقظتُ صباحَ أمس مبكّراً بسبب المرض اللّعين الذي يَسكنني منذُ سنوات ، اشتدّ الألمُ عليّ اللّيلَ كلَّه ولم أدق طعمَ النّوم إلاّ غِراراً ، فما إن لاح بَلَجُ الصّبح في الأفق حتى وجدتُني أنطلق لا ألوي على شيء إلى عيادة الطّبيب الذي اعتدتُ على زيارته ، وفي يدي أوراقُ التّحليلات الأخيرة ..استأذنتُ في الدّخول عليه بعد انتظار ساعتين من الزمان وكأنهما دهر ، فما إن رآني بوجهي الأصفرَ الذي لا يبشّر بخير حتى هبّ واقفاً ، مستقبلاً إيّاي بشفقة.. مددتُ إليه يداً باردةً كأيادي الموتى ، ثم ناولته الأوراق ، فمسحها بعينيه بسرعة الأطباء .. نظر إليّ برثاء بضعةَ دقائق ، و بنبرة حزينة قال: يُؤسفني إخبارُك أنّ موتَك قد أصبح قابَ قوسين أو أدنى ، فإنّ المرضَ الخبيثَ قد أكلَ جسمك أكلاً . ساد صمت شديدُ الوطأة كالمرض الذي يتربّع على عرش كياني ..قشّرتُه بعينين حمراوين راسماً على محيّاي ابتسامةً باهتةً لا تمتّ للحياة بهاجس ، ثم قلتُ بمنطق صُوفي : يا سيدي إنّني لم أكن يوماً حيّا لأموتَ!
ربيع السملالي
24 / 12 / 2012