السؤال
ما حكم الدين في الضحك باستمرار مع عدم السيطرة عليه في معظم الأحيان؟ وماهو العلاج؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الضحك بقوله صلى الله عليه وسلم: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني .
والضحك المذموم الإكثار منه ما كان مصحوبا بصوت ويسمى القهقهة، وذلك لما يترتب عليه من آثار سيئة، كموت القلب وذهاب الهيبة وضياع الوقت.
قال الإمام الماوردي في كتابه "أدب الدنيا والدين": وأما الضحك فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة، مذهل عن الفكر في النوائب الملمَّة وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار، ولا لمن وصم به خطر ولا مقدار، روى أبو إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه. ورُوي عن ابن عباس في قوله تعالى: مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف: 49]. إن الصغيرة الضحك.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كثر ضحكه قلت هيبته.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إذا ضحك العالم ضحكة مجَّ من العلم مجة. انتهى.
وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع، تراجع الفتوى رقم: 20423.
وعليه، فعليك بمجاهدة النفس للتخلي عن هذا الأمر حسب استطاعتك، وما كان منه خارجا عن إرادتك، فأنت مغلوب ولا إثم عليك إن شاء الله تعالى.
قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16].
وقال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286].
ومما يعين على تركه ما يلي:
1- التأمل في ثماره ونتائجه السيئة، فأي ضرر أشد على الإنسان من موت قلبه الذي هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.
2- البعد عن كل ما يكون سببا في إثارته كمجالسة البطالين الذين لا هم لهم إلا إضاعة الأوقات في الهذر والهزل.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
ضحك المرأة أمام الأجانب ..
قد تذهب المرأة لزيارة أختها في الله أو أحد من أقربائها,و في هذا المنزل يوجد غير المحارم لهذه المرأة,و أثناء هذه الزيارة قد تضحك المرأة مع أختها أو قريبتها على وجه اعتيادي و ليس تعمدا للفتنة,و ربما يكون الأجنبي في المنزل فيسمع مثل هذا الضحك.
فهل يجوز للمرأة أن تضحك في هذه الحالة؟
--------------------------------------------------------------------------------
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الأدب أن لا ترفع المرأة صوتها ، سواء بالكلام أو بالضحك ، خاصة إذا كان هناك من يسمعه من الرجال الأجانب .
قال البغوي في تفسيره : والمرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة إذا خَاطَبَتِ الأجانب لِقَطْع الأطماع .
وقال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) أي : بعيدا من طمع الْمُرِيب بِجِدّ وخُشونة ، من غير تخنيث ، أو قولاً حسنًا مع كونه خَشِنًا .
فإذا كانت ممنوعة من تحسين الصوت أو لِين القول في مخاطبة الرجل الأجنبي ، فهي منهية عن إسماعه ذلك ، ولو من غير قصد ؛ لأن ضحك المرأة قد يكون أشدّ من الخضوع بالقول .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم



رد مع اقتباس