يقول سيد قطب رحمه الله وهو يقف إزاء هذه الآية الكريمة :
( والعلماء هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب . ومن ثم يعرفون الله معرفة حقيقية . يعرفونه بآثار صنعته . ويدركونه بآثار قدرته . ويستشعرون حقيقة عظمته برؤية حقيقة إبداعه . من ثم يخشونه حقاً ويتقونه حقاً ، ويعبدونه حقاً . لا بالشعور الغامض الذي يجده القلب أمام روعة الكون . ولكن بالمعرفة الدقيقة والعلم المباشر .. ) .

فهذا هو العالم الذي يخشى الله تعالى .. يعرف الله تعالى ويستشعر عظمته وقدرته ، ولكنه ينطلق بهذه المعرفة والاستشعار إلى ميدان العمل ، ولا يبقى حبيس شعوره ..

والعالم هو الذي يقف أما الشبهات موقف الثبات والرسوخ ، لا يتزعزع ..
يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة : ( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبهة بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكاً، لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم وجيشه مغلولة مغلوبة ) .

والعالم هو الذي يكون محموداً عند الناس مقبولاً ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :
( ومن له في الأمة لسان صدق عام، بحيث يثنى عليه، ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء هم أئمة الهدى، ومصابيح الدجى ) .



تحياتي لك أخي محمد وتقديري


ومحبتي ..