وارتفع بيني وبين من أهوى جدارا" ,يزداد كل يوم ارتفاعا",
ويحجب عنى الشمس والضياء , ويمنعني من أن اركض إلى أحضانا" مفتوحة لكي تضمني, عزلتني على أن أراهم أو أن اسمع
صوتهم ,ظروفا فرضها الظالم المستبد علينا, فكيف السبيل إلى
اختراق هذا الجدار العازل الذي يمنعني من أن احتضن أحبتي؟؟
ولكن تذكرت كيف بالعزم وبالإرادة وبالصبر تحطمت أسطورة
جدار بارليف, فليبنى شذاذ الأفاق وشراذمت التاريخ ما استطاعوا
من جدرانهم, فمصيرها إلى زوال ,وكذالك سيتحطم جداري أمام
اصرارى وعزمي وشوقي إلى أن أعانق حبيبتي...
ولزال ذاك الحلم يراودني, ولزلت كذاك الطائر أسيرا"
لصمته وخجله,والحياة من حوله في انطلاق وتوهج.
لزلت كما قال الشاعر الجميل(ابوالقاسم الشابى):
سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء.
لزلت أسيرا" للكلمة التي يلزمني حقها.
ولزلت أسيرا" للعهد الذي قطعته لقلمي أن لا يكتب إلا حق.
ولزلت أسيرا" للحب القديم الذي اوقض بداخلي الشوق إلى
الأيام الخوالي,والحنين إلى ذكريات الماضي.
ولزلت برغم ما يكيده لي اعدائى ,وبرغم حالات الإحباط ,متمسكا"
بايمانى ,ومتسلحا" بصبري على الشدائد ,ومستعينا" بالله على
اعدائى , ورافضا" لحالت الصمت التي تدثرنا .
وبين تفسيرا" لحلم راودني كثيرا", وبين بحث عن الذات ارقني كثيرا"
ساقتني الأقدار إلى شيخا" ذو هيبة" ووقار, فسلمة عليه فرد السلام
وقصصت عليه حلمي , وكيف راودني لعدة أيام, فتبسم ضاحكا"
ووضع يده على كتفي وقال:
(ما يضير الطائر على انه طائرا" يرفرف في السماء حرا",
وماذا يكون بعد العتمة إلا النور والضياء).
تمت



رد مع اقتباس
