كنت وما زلت أنكص على عقبي كلما ذكر لي أو تذكرت مادة علم
النفس أمقتها أكرهها أسقطها من حساباتي حتى لو حصلت على علامة فل
تلك المادة الأسطورية والحجة الخرافية ألجأ لها وقت الزنقة
لأتعمق تلك النفسيات المركبة ( مجبر أخاك لابطل ) معادلة صعبة أن تلجأ لما تود أن تتجاهله
خاصة عندما تقودك الصدفة لتجلس بجانب أناس تجهلهم ويجهلونك
ولكن المقاعد الفارغة جمعت بينكما
والفضل أو التعس لها في تبادل الأحاديث المرغوبة ونقيضها الممقوتة
جلست بجانبها ولات علم من هي صاحبة الحظ العاثر
كلتانا تتذمر ؟؟!!والغريب عندما دخلت القاعة
وجدتها وحيدة و الكراسي بجانبها أسمع كركبة صريرها المزعج
واحتكاكها ببعضها من كثرة ارتطامها بالمدعوات
استغربت التكتل والاكتظاظ في أماكن معينة
قلت في نفسي يالغباء المدعوات يتركن هذا المكان المريح
ويذهبن للازدحام ؟!!! إحداهن أشارت لي بيدها أن تعالي واجلسي هنا وكانت تؤشر
بقوة تجاهلتها وقلت هنا أفضل سعة وبراح
وجلست ؟؟!
استقبلتني صاحبة الكرسي القابعة وحدها في هذا المكان الفا رغ هاشة وباشة
وبدأت طواحين هواء ثرثرتها تطرق على سندان أذني ومطرقة ركابي
وبصر ي ورأسي يدور دوران المرجل على الموقد قلت يالبؤسي ثرثرتك وصرير الكراسي؟! شكت الزمان
وويلاته والفقر وتعاسته والزوج وانحرافاته والولد وعقوقه
استجمعت تعاسة الكون كله واقتضبتها في أ ربع ساعات متواصلة
على نافوخي تحدثني ومعالي إلا هز رأسي أو النظر لوجهها لأنها تجبرني على ذلك
لو غفلت لكزتني بيدها أو مالت بذقني لأنظر لها وكأني لاأسمعها إلا إذا حملقت في وجهها
وكلما التفت أسمع قهقهة صاحباتي ليقلن لي تستأهلي
قلت لها لو سمحت لاتشدي حنكي إنه يؤلمني ثم بدأت أشرد عن حديثها وأتفحص ملامح وجهها الكئيب
شعرها المصفف عشوائيا .. ماكياجها المتناثر بطريقة بهلوانية
ومن شدة ضجري وضيقي أخذت أشد بعضا من خصلات شعري أو أقضم أظافري
أو أنقر الماصة أو أبحث عن لاشيء حتى أن أصابعي آلمتني من كثرة
العبث بهيا هي تسقط ألمها وتلوم الغير على ما تلقاه من منغصات وصعوبات
وما تقع هته من أخطاء وأنا أسقط تذمري وضجري منها على إيذاء نفسي
قلت في نفسي يا ألله على هذا الإنسان لوام الغير في كل شيء حتى لو اعترف بخطئه
وكل خطأ يقع به لاينفك ليجد له مبرر... نخفق بالامتحان نقول لأنه صعب أو الأستاذ
لم يصحح ورقة الإجابة ... نتأخر عن الحضور صباحا نقول سببه المواصلات
أو السيارة عطلانة..... أحداهن قبرت جميع أفراد عائلتها لسبب غيابها وتأخرها
نخفق ونفشل في مشاريع ونردها للحظ ..... ينحرف الرجل ويقول سببها أغرتني امرأة؟ مع أنها ناقصة عقل ودين ؟؟؟
وأنت كامل العقل ؟؟!!
آدم عليه السلام اتكأ باللوم على حواء ؟!حينما أخرجته من الجنة وحواء لامت الشيطان
سبحان الله نسقط ونبرر!!
إلا أن الأولى أشد افتراء وجناية .. صاحبها يسقط فشله على العالم الخارجي
ويعتقد أن العالم جميعه يكرهه ويكيد له ويناصبه العداء
ليتخلص من نقد الآخرين وما هي إلا حيلة ليتخلص من عيوبه لأنه لايطيق مواجهتها
أما التبرير نلجأ له كلما كان التقصير خارج عن إرادتنا خاصة إذا كنا
مانفعله يناقض ماليه من مبادئ ومنها على سبيل المثال
هذا ليس من عندي بل جدتي تردده ليل نهار (
(اللي مايطول العنب حامض عنه يقول) وهذا المثل تقول الراوية (جدتي) وعلى ذمتها أن عبدا حبشيا كان
يخدم عندهم ويرسلوه ليجني ثمار العنب والرمان فلا يأتي إلا بأردئها فيعنفوه
ويسبوه لأنه لم يأخذ الثمار الطيبة فيقول لهم كلها فجة وحامضة
وحقيقة لم يستطع وعجز للوصول للناضجة فراقبه أحدهم وهو يبصق عليها وقال لها تفو عليك حامضة

وما ذلك إلا لعدم قدرته على جنيها و عجز عن بلوغها وادعى أنه لايحبها
ويصرح بالسرور لأنه لو وصل إليها تخدشه أغصانها أو ينكسر فيحمد الله على ذلك
برر واقعه المر وخفف من شعوره بالعجز والاستسلام لأنه لم يحصل على ما يتمنى مثل جليستي التي أسقطت كل ألم شعرت به اتجاه المجتمع وأنها بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف ...ودعتها بعد أن سقط رأسي مع إسقاطي وإسقاطها ؟!