كان الظلام قد نشر خيوطه الحالكة وملاءته السوداء وخيم على المكان
التفتت فلم تر شيئا
وأطرقت جامدة ,قد انتشرت على وجهها عبرة سوداء كظلام ليلها,
وضعت يدها على قلبها وصمتت
وقالت رحمة الله أوسع

رفعت عينيها إلى السماء ولكنها لم تستطع أن تقول شيئا ,
حدثت نفسها ,قالت كنت أريد على
الأقل أن أكتب كلمة بها, كلمة وداع أكتبها في خواطري المهملة
,لاأعلم لماذا الليلة بالذات انغلق علي تفكيري ,
هل هذا اليوم آخر أيامها على وجه الأرض ,
إني أكتب على لسانك الصامت لأحدثك لأقرؤك
فأنت مني وأنا قطعة منك,
.سأكتبك سطرا سطرا, وأقرأك حرفا حرفا,
وعند السطر الأخير سأقف مذهولة بما صنعتيه,
ليس غريبا عليك هذا الذي أكتبه
يااااااااااااااااه نقطة بيضاء من عينيك على ورقتي أنارت قلمي؟!,
كانت قد اختطفت ظلام المكان لتنير لي كتابي الذي أسطره وأقرأه,
دمعة لاأريد مسحها ,إنك الآن في صمت
,وهل تحسبين أن صمتك إحسان لي
كلا ورب الكعبة إنك أحسنت من حيث أردت إساءتي
,سأكون جبانة ونذلة إذا فضلت الحياة بدونك
أنت أيتها الصامتة, ماشككت يوما في شجاعتك قط
يامن أحسنت إ لي يوم أساء لي الناس..
ونصرتني يوم خذلني بنو البشر
,أنت من يقابل مائة رجل ولاتبالي
بأخطارهم؟! ومهما عظم شأنهم ,اليوم أنت صامتة! هل هذا يقلل من شجاعتك! ,آوي إلى فراشي وأشعر أني أشقى وأتعس إنسانة بدونك
,أسير نحوك خطوة وأهمس في أذنك وأرتعد من صمتك
الذي تلبسني وتسلل إلى جميع أرجاء الأماكن,
..ماكنت أصدق أن أقف يوما من الأيام هذا الموقف ,أتسمعيني؟؟؟؟!
لم يبق لي مأوى حنون في الحياة بدونك.
فليأت الموت ,تبا للأماني والآمال ترتجف الآن وريقاتي التي تخشى من كلماتك الراحلة
لم يبق لي إلا ورقتك الخضراء التي تهب علي من نسيم جذوعك الوارفة على بستاني
أنا الآن غصن ذاو من شجرة تكاد تطيح أرضا
غصن يتمايل بتثاقل في بساتينك.. غصن ذبل يمشي في بستان قلبك الحنون حتى يصل إلى جذورك التي أينعته ليرتوي منك
إني اشتقت لخصامك لتوبيخك.على مااقترفت
لو أنك تقذفيني بكأسي الذي عصاك سأقول لك هل من مزيد