((ذكريات موجعة ))
لقد كانت تستخدم الحرف اداة للتعبير عن ما تشعربه مثله تمامآ ولكنها تختلف عنه فقد كانت تكتب عما تحسه في الامور التي تصادفها في حياتها اما هو يكتب من نسج الخيال بأسلوبه السلس الممتع حيث يشد القارئ له ويتعايش معه من خلال ما يكتبه فهو مجرد خيال لا ينتمي لواقع أو حقيقه وهذا ما عرفته لاحقآ
حين وصلتها رسالته تحمل كلمات الحب والاعجاب أثارت عواطفها وأشغل فكرها فراحت تحلم به طول الوقت
وتتخيله ذلك الفارس الذي سيحملها على صهوة حصانه ويطير بها فوق السحاب
كانت لكما تذكرته علت ابتسامة مشرقة على ثغرها
واخذت حروفه التي كان يستخدمها اداة وصل ويرسلها عبر بريد القلب مكانة كبيرة في نفسها
لانها كانت دومآ في انتظار ان يطرق قلبها هذا الاحساس الذي كانت لها معه تجربة سابقة انتهت
بسبب ظروف قاهرة
هي اليوم تعيش لحظات امل جديد يتجدد كل مع لحظة شوق تشعر بها نحوه وتلاحقت الامور بينهما واقتربا اكثر حتى اتفقا على موعد وراى كل منهما الأخر لاول مرة وقد شعرا براحة كبيرة لبعضهما اما هي فقد احست ان سعادةالدنيا كلها قد احتلت قلبها
ودارت بينهما احاديث كثيرة عن ظروفه وظروفها حياته وحياتها وامور صغيرة وكبيرة وشعرت منه شي من الاندفاع في البداية ثم تراجع وكان يردد لها انا لا اريد منك ان تتعلقي بي كثيرآ
واصبح يحول كل لقاء الى نهاية حزينه ويبدد في نفسها ذاك الفرح الذي تحمله له حين تلقاه
ويحسسها بتأنيب ضميره وكأنه يقول لها بأنها هي السبب لهذا الشعور الذي ينتابه بعد كل لقاء
وتعود وقد استبدلت ابتسامتها بزهول غريب
وتتمنى لو تستطيع أن تنساه وتبتعد عنه ولكن كيف وقد امتلك كل عواطفها
وتتصفح كتاباته كلما اشتاقت له تغرق في معانيها تراى بين السطوره ذاك العاشق والفارس الذي لا تضعفه الهموم
ولا ينحني امام الازمات تراه قوي كالريح وواضح كالشمس رقيق كالنسمة حين تلامس خد القمر
في كل مرة حين تقرأ له تحاول ان تقارن بينه وبين سطوره وكتاباته وتردد حتمآ ذاك واحد اخر
انه يكتب من واقع جميل يرتسم بالصدق
الى ان كانت اخر مرة دار حديث بيمهما وقد ترددت في بادي الامر ان تتصل به ولكن الشوق فرض عليها نفسه فحملت سماعة الهاتف فجاء صوته هادئ كعادته قالت السلام عليكم في صوت منكسر بعض الشئ
رحب بصوتها ودار الحديث الى ان اخذا يذكر لها عن صور لماضي له وكانت تسمعه مندهشة منه
تحاول ان تجامله بالرد الى ان قال لها لا ادري كيف ايقظت في نفسي ذكريات موجعة اطلق تنهيدة
طويلة وقال بعدها مع السلامة واغلق الخط نظرت الى سماعة الهاتف التي بين يديها وقد اعتراها شيئ
من الذهول وتسألت كيف يصنع بي هكذا لما لا يراعي شعوري الم يشعر بحبي له وقد اخبرته مرارآ
عنه وعن مدي شوقي له الم يحس بي مرة واحدة حاولت ان تنام تلك اليلة كان صوته يرن في سمعها وهو
يقول لها لقد ايقظت في نفسي ذكريات موجعة مع السلامه
لم يكن الألم ما شعرت به حينها ولا الندم ولكنه شي من المرارة التي احستها وقتها
انها لم تعود تشعر بحبه ولم تكرهه انه احساس تائه لا يستطيع ان يصل بها الى نقطة محددة
كل ما احست به هو انطفاء تلك الهالة الكبيرة من النور التي كانت تحيط اسمه
لم يعد في نظرها ذاك الفارس العاشق
لأاول مرة تراه رجل ضعيف لا يملك سوى ذكريات موجعة
أغمضت عيناها ودمعة متحجرة تأبى ان تسقط على خدها فهو لا يستحق ان تبكي عليه
لأنه لم يحبها لحظة واحدة