خبير أمن...!!

الساعة قد قاربت التاسعة مساءً وقد ذهب أحمد للقاء صديقه ماهر جرجس بناءً على طلب أحمد ليُشاهدا معاً فيلم " آلام السيد المسيح " والذي أنتجه وأخرجه الممثل " الهوليودي " ميل جيبسون، وقد ثارت ضجة بشأنه ولذلك أراد أحمد أن يشاهده بصحبة صديقه المسيحي الطيب ماهر حتى إذا ما صَعُب عليه إدراك أي من التفاصيل، يقوم ماهر بالشرح خصوصاً التفاصيل التي تذكرها الديانة المسيحية على اعتبار ديانة منتجي الفيلم.
وقد اتفق الصديقان على اللقاء أمام دار عرض تقع في الدور العلوي لأحد المُجمعات التجارية المُنتشرة هذه الأيام ولكن وصول أحمد مُبكراً جعله يصعد مُتمهلاً الطابق تلو الآخر مع قليلٍ من التجول أمام واجهات المحلات التجارية.

كان أحمد قد عاد للتو من إنجلترا وقد حصل على شهادة فيما يُسمى ( بالأمن الإلكتروني ) وهو المجال الذي عمل به منذ ثلاث سنوات عندما تخرج من الجامعة بعد حصوله على بكالوريوس علوم الحاسب الآلي، وساعدته مهنته على أن يُنمي لديه قوة المُلاحظة والتنبه الدائم لكل ما يجري حوله حتى يستطيع أن يُقدم الحلول المثالية لكل المُنشآت التي عمل على تأمينها مثل


المُنشآت العسكرية والمصانع والشركات والمنازل وذلك بأحدث تقنيات كاميرات المُراقبة وأجهزة الإنذار وما إلى ذلك وقد أسعده أنه خبير أمن الكترونى.
وقد أثرت به مهنته لدرجة أنه كان عند دخوله لأي مكان يقوم أولاً بمسحٍ سريعٍ بعينيه لأبعاد المكان واكتشاف ما إذا كانت هناك أجهزة مُراقبة أم لا وهل تم تركيبها بطريقةٍ صحيحة أم أنه كان يستطيع التنفيذ بصورةٍ أفضل؟ وعند الجلوس حتى مع أصدقائه، فإنه كان يحرص على أن يكون في موقعٍ يُتيح له رؤية المكان بالكامل، ومن شدة اجتهاده أرسلته الشركة التي يعمل بها لنيل شهادةٍ لا يحملها إلا عددٌ قليلٌ جداً في بلده وحتى من العاملين في نفس المجال ....


وفي أثناء وقوفه أمام أحد المحال التجاريةمنتظرا صديقه، وكان المُجمع مُزدحماً في هذه الفترة من اليوم، مال بجواره ( من الخلف ) أحد العابرين ليُلقي نظرةً فاحصة على ما هو معروض في واجهة المحل ثم اختفى هذا الشخص ....
نظر أحمد إلى ساعته عندما كان أمام دار العرض، ثم مد يده في جيبه ليُخرج تليفونه المحمول حتى يتحدث إلى صديقه، ولكنه ويا للدهشة لم يجد تليفونه وعلى الفور تذكر العابر الذي مال بجواره....

ولم يملك إلا الابتسام لكونه ....




خبير أمن !!!!


شريف البلتاجى
2007 الكويت