بالأمس شقّ النهر أول رافدٍ
ليمرّ عشقاً في رّبى ترحالي
يمضي وفي كف الزمان حكايتي
وأنا أصارع موجَه برمالي
في هدْءه لُقيا فؤادي والهوى
لكن في جريانه إذلالي
في البَدء كان معانقاً دفء الهدى
واليوم أشعره كهمس ضلالِ
واليوم يتركني بشط وجيعتي
والهم عربدَ في ثنا آمالي
إن هدد القلبَ المعنى صمتُه
فغداً يغيب عن الوجود مقالي
يا درة الكون الأخيرة إنني
ما زلت أذكرُ موعداً بخيالي
ما زلت أذكرُ في عيونك مولدي
عند ابتدائي والحياة منالي
وعيونك السوداء تسري في دمي
تغزوهُ ثم تمور في أوصالي
أنا لا أريد الحرب دون قضية
أنا لا أريد النصر دون قتالِ
كل الذي أرجوه يا محبوبتي
حباً بدون تباعد وجدالِ
صدراً أنام عليه حين تشدني
ريحُ الخريفِ ومسرحُ التجوالِ
ويداك تمضي فوق رأسي برهةً
فأحس أنك شهرزاد ليالِ
وأغيب عن وعيي لدهر كاملٍ
والصمتُ في رفقٍ يمر خلالي
وأروغ عن دنيا الحقيقة عندما
تحكي أساطيراًعن الأطلالِ
أهواكِ رغم القيد رغم إرادتي
أهواكِ حتى آخر الآجالِ
ما عدت أحتمل البعاد ولا الجوى
فهنا يمزقني صدى الأميالِِ
أنا إن سألتك توبة فلتقبلي
لا لا تردي توبتي وسؤالِ
فرضاكِ عني قبلة لسعادتي
وعزوف قلبكِ منبرٌ لهوالي
كالنجم يضحك للسماء مساؤه
لكنه في الصبح خيط زوالِ
تبت يداك إذا ترين وجيعتي
وتفاخرين بمشية ودلالِ
يا أيها القمر المسافر في دمي
عفواًً يئست من الفضاء العالي
عفواً تعبت من التسكع تائهاً
والقلب عانى قسوة الأحمالِ
ناءت بحمل مقاصدي كل الدنا
وغدا اقترابك رغبتي ومحالي
هل تقرأين دفاتري ماذا بها؟
غير انتهاءِ ملاحم الأبطالِ؟!
ماذا بها.. غير السطور بريئة؟
شفافة ونحيبها موالي
ماذا بها أرجوكِ أن تتكلمي
أوتفهمي أو تسمعي أقوالي
فالطلُّ في عيني وابلُ مهجتي
والسقف سحبٌ حالفت أهوالي
جدرانُ بيتي حائط للمنتهي
سجن , ويعلو كارتفاع جبالِ
والأرض تزأر كلما سارت بها
قدمي, فأشعر مسها زلزالي
يا آخر الدنيا وأسمى غاية
يا آية من رقة وجمالِ
يا من أرى وجهي بجبهتها التي
برقت ككنز من نفيس لآلي
وأرى مياه النهر في أحداقها
رقاقة قدسية الشلالِ
وأراكِ في أنشودتي وقصيدتي
ترنيمتي وحقيقتي وخيالي
وأراكِ أمي في الصباح ووجهكِ
المشتاق لي ذو عزة وجلالِ
وأراكِ في الليلِ ابنتي بضفيرةٍ
وتعانقين براءة الأطفالِ
أنت الظلالُ إذا الهجيرُ يحيط بي
ماذا لدي إذا فقدت ظلالي؟
أنت الهلال إذا الظلام يضمني
هل ياترى أحيا بدون هلالي؟