في مثل هذا اليوم التاسع عشر من تشرين الأول من العام ألف و تسعمائه و سبع و سبعين ميلادية قبل خمس و عشرين عاما مضت كان ميلادي و كانت إطلالتي على هذه الدنيا حيث رأت عيناي نورها فكان بكائي و الدموع
و في هذه المناسبة أنشر هذه الخاطرة

يايوم ميلادي
و لا أدري ؟
هل أنت ذكرى ؟
أم بداية رحلتي مع حياة البؤس و الحرمان

قل لي بالله عليك
ماذا تكن بالنسبة لي ؟
ماذا كنت تخبئ لي ؟
في طوايا صفحات أيامي و سنوات عمري

من منا كان على موعد مع الآخر
أنا لا أدري يايوم ميلادي
لم أكن أعي
لم أكن أحسب أني
سأستقبل هذا العمر ببداية مع البكاء و الدموع
مع الأسى و الحرمان و الألم
و عذابات بطول سنين العمر

إني يايوم ميلادي
ذكرتك و الدمع على وجنتي
كالصخر في جنبات الجبال
يجرح وجنتيَ
يحرق جراحاتي التي يصنعها
فيلهبها
فأعيش في عذابات و ألم

خمس و عشرين عاما مضين من عمري
و كل ما أذكره أنني عشت أيام عمري
بين عذابات و آلام و حرمان يروح و حرمان يجيئ

يايوم ميلادي
كنت تطرق علي أبواب تعداد السنين
و أنت خجل حزين
لا تستطع أن تقدم شيئا لطفل ينمو و يكبر كلما جئت
و صار اليوم شابا
إذا أعد سنوات عمره
أعد حرمانا كثيرا يفوق عددها

يايوم ميلادي
و لا تستطع أن تجفف دمعة ذرفتها عيناي
ولا تستطع أن توقف عذاباتي و آلامي
في كل عام تجيئ و معك هدية من هموم أخر
ياسخرية القدر

و هذا العام جئت
بفضل الله تمسح أحزاني
تجفف دمعاتي
تعيد إلي حبيبة
جنى علي و عليها المفسدون
ففرقوا بيني و بينها
و صنعوا حرمانا
جئت يايوم ميلادي
و بفضل الله جلبت عودتها لي هدية منك
تمسح حزني و بؤسي
و كأنك في هذا اليوم
مسحت أحزانا بطول السنين التي مضت

يايوم ميلادي
و خمس و عشرين عاما مضت
مازلت طفلا يلاحق أمنياته
مسافر الى زمن بعيد غير زمني
لم أقترب بعد من الزمن الذي هو زمني
لأن الموت أقرب منه إلي

شاب أنا
و لكني مازلت طفلا يلاحق أمنياته

حزين
أبكي كل شيئ مر عني
فر مني
راح مني
أمسح دموعي بأطراف قميصي
و الشمس لا تجفف لي دمعة
لأني في الحقيقة أداري دمعي من الشمس
لأنها تحرق وجنتاي حين تجري دموعي

كهل أنا يايوم ميلادي
و لكن
في جسد شاب
لا حق كثيرا أمنياته كطفل صغير
حافي القدمين
في حقل شوك هو العمر
وواقع الحال الذي أعيشه

و مازلت ألاحق أمنياتي
بثياب رثة
أشق طريقي عبر البحر
في وجه الانواء و الاجواء
لا خلاص لي من الغرق
و ان امتطيت البواخر و السفن

يايوم ميلادي
إني أخط إليك نثري و كتاباتي
و أنا معاتب و عاذر

فأنا عندما دخلت بسنوات عمري عهد الشباب
كنت أتصور أنني سأكون أسعد بني البشر
لكنني ...
وجدت نفسي أحمل أثقالا
أكبر بكثير من عمري

آآآآآآآآآآآه
يابحري الذي أصطاد منه سنوات عمري
و أيام شقائي
شباكي و صنارتي
مازلن لا يجيدان إصطياد سنوات و أيام بأفراح

------------------------------------------------ و كل عام و أنتم بخير ------------------------
-------------------------------------- و جعلكم الله من أهل الديار العامرة بالأفراح و المسرات

أخوكم
النجم الحزين
منير حمدي
19 - 10 - 2003