أغلقوا يا سادتي …
فمّ القضية
واستريحوا بين أروقة النساء العابثات…
واقذفوا في اليمّ أوراق الهوية

نوموا طويلاً…!
سادتي العرب الكرام…
فالفجر بعدُ أظنه لمّ يأتِ بعد…
وأظنه لم يدرِ أن الناس ترحل في التوجع …ليالي حزن سرمدية

وسادتي…!
يلهون حتى الفجر…
يمزجون الخمر في حاناتهم بدم القضية

وحين تُعلن في السماء الشمس مولدها…
يبكون في السر الضحية

يبكون سراً …
كيلا تبوح عيونهم بالقاتل المأجور…
أو ذاك من يحمي الجريمة من علو المشربية

نوموا…!
وأغلقوا فمّ القضية…
واطربوا للنائحات على قِباب القدس…
أو في الملاجئ حين بغداد استكانت في المواجع…
حين يلهو العابثون…
يُـقـتـِّلون طفولة…في جوفها الأشياء بعدُ ندية

أو يزرعون الجرح بين ثنايا قلب…
طاهر الأحلام …
ترحل الأنغامُ في ردهاتِه جذلى …هنية

يوزعون الخوف كالشوكولا بين طفولة…
لا تدري ما معنى المكائد والأذية

أو حين مدّوا شرهم…
وأرسلوا ليلاً لأطفال السودان …هدية…
هدية كانت دوام الداء دون دواء…
وكم كانت الأعذار يا ويح القلوب ذكية

يا سادتي …!
هل تستفيقوا الآن…؟
.
.
.
لا…!
غطوا في عشق الغواني وأشربوا …
نخب الجماجم في البلاد العربية

نوموا طويلاً سادتي لا تعجلوا…
فالعواصم من بُشريات الفجر بالحاخام محمية

نوموا…
وأوقفوا منْ يسبحون بلا شراع نحو آفاقِ …
تُسمى في مدائننا ... قضية

نوموا...!
وأغلقوا صوت النداء المنبعث من كهف أحلام عصية
واستميحوا النائمون بلا رغيف …أو غطاء…
وايقظوا من يحلمون بأن ثمة من قضية

أوقفوهم …
واستميحوا العذر منهم…
أيقظوهم …
فعدلكم يا سادتي قد أهدرت جلساته شرف القضية

عدلكم…
يا سادتي...!
قد استباح قضاؤه فضُ البِكارة في نفوس...
قـُوتها...
تحيا أبيّة
4/4/2002م