ومضات من حياد في الإعلام الأمريكي المنحاز
انحياز الإعلام الأمريكي الكامل لدولة الإجرام الصهيوني هو حقيقة لا تحتمل الجدال. ويظهر هذا جليا
في كبرى المؤسسات الإعلامية، وحتى تلك التي توسم بالليبرالية ، ناهيك عن المؤسسات اليمينية
مثل ( FOX) والتي ربما تصلح أن تكون تابعة لجيش الإجرام ، فهي واقعة في غرام أعمى، وكل
ما يفعله الصهاينة هو عين العقل ومبرر لا بل واجب مقدس ،فكما يقولون البغل في عين أمه حمار!!!.

لكن هنا وهناك ومضات من إعلام محايد...ورغم قلته – وربما بسبب قلته- له في العادة صدى جيد.
مثال ذلك التقرير الذي ربما سمع به أو شاهده الكثيرون من أهل البلاد العربية، والذي قدمه
( BOB SIMMONS) على محطة ( CBS ) في برنامج ستون دقيقة في شهر يناير من هذا العام :


http://www.cbsnews.com/video/watch/?id=4752349n


ويظهر التقرير مدى تغطرس المستوطنين من جهة، و الإذلال والظلم التي تمارسه الحكومة الإسرائيلية
من جهة أخرى. كما يعرض للمشاهد صورا من سوء معاملة الجنود للفلسطينيين، وسلبهم أدنى
حقوقهم، ولا تمييز بين امرأة وطفل أو غيره ( لاحظ حكاية البيت في نابلس والجنود الذين يتخذونه
كمركز مراقبة كلما عطس إنسان في نابلس).

وربما تكون محطة ( NPR ) الإذاعية هي أكثر محطة محايدة، فهي تنهج نهجا قريبا من الذي تسلكه
الجزيرة ، وهو عرض كل وجهات النظر. ولن تخفي المحطة أو تقلل من شأن حدث كقصف مدارس وكالة
الغوث في غزة...و في الحقيقة أذكر أني أول ما سمعت الخبر كان أثناء قيادتي للسيارة وكنت
استمع للمحطة التي كانت تقوم بالاتصال بمراسلها هناك، واذكر أن ذلك المراسل الأمريكي كان ينقل
تفاصيل بشاعة ما فعلته قوات الإجرام الصهيونية حتى أن عيناي صارتا تنزف دمعا تأثرا بوصفه!!!.


وما يميز هذه المحطة الإذاعية هو أنها تقوم بشكل رئيسي على تبرع المستمعين، وفي العادة هي
تبرعات بسيطة ( نسبيا) لكنها تصل للمحطة بكم هائل بسبب كثرة المستمعين، ورغبتهم في
الاستماع لرأي محايد. و ربما تستمد هذه المحطة قوتها من نفور الكثيرين من انحياز المؤسسات
الإعلامية الأخرى.

بالطبع يخشى الإعلاميون المحايدون ( على قلتهم ) من انتقاد الإعلام المنحاز. لكن اثناء حرب غزة
جاء هذا النقد من اليهودي ( جون ستيوارت) .
وستيوارت هو مقدم لبرنامج كوميدي يعرض الشؤون السياسية بقالب ساخر. وقد عرف عنه
معارضته الشديدة للرئيس بوش، ونقده اللاذع لاحتلال العراق، وهجومه الحاد على الإدارة الأمريكية
واتهامها بسوء معاملة معتقلي جوانتانامو.


وجاء هذا النقد في أول حلقة لبرنامجه بعد عطلة الأعياد المسيحية، حيث كانت الحرب دائرة.*****
وقد أظهر من خلال عرضه لكليبات مختلفة انحياز الإعلام والساسة الأمريكيين...وسفه تسطيحهم
للأمور حيث أشار أن الموضوع أكثر تعقيدا مما يحاولون أن يظهروه، فهو ليس مجرد صواريخ
من حماس ترد عليها اسرائيل، واشار إلى تعمد الساسة الأمريكيين إهمال ذكر الاحتلال وتداعياته
على الفلسطينيين، وأن ما يقوم به الفلسطينيون هو رد على الاحتلال والظلم. كل ذلك باسلوب
شديد السخرية...و ليستضيف بعد ذلك مقدم برنامج ( MEET THE PRESS )الشهير وهو بالمناسبة
أيضا يهودي، ليسأله عن سبب انحياز الساسة والإعلاميين...وعن سبب تحريم انتقاد إسرائيل،
ليبدو المسكين متفاجئا بالسؤال، ولا يقدم اجابة معقولة!!!.


فيديو ستيوارت :

http://www.monthlyreview.org/mrzine/stewart110109.html


وتكمن أهمية هذا المقطع في وجود جمهور ضخم جدا في الولايات المتحدة لبرنامج ستيوارت.
حتى أن مالكي محطته التلفيزيونية يقومون بمقاضاة يوتيوب حاليا لمحاولة منعهم من عرض
برنامج ستيوارتعلى يوتيوب حتى يبقى ملكا خاصا لهم، ولمحطتهم التلفيزيونية ولموقعهم على
النت، لما في ذلك من قيمة مادية.


بقي أن نشير أن ستيوارت لم يتكلم عن حرب غزة بعد تلك الحلقة، مما يدل أن الجماعات
اليهودية ربما ثارت على المحطة، وربما تعرض لضغوطات..لكن الوقت كان متأخرا والرسالة
كانت قد وصلت.







*****كان ستيوارت قد عرض كليبا لعمدة نيويورك وهو يقول فيه بأن ما تقوم به اسرائيل هو مشابه لفكرة
لو أن شخصا مجنونا موجودا في الممر الذي يؤدي إلى شقتك باستمرار ويطرق على بابك
صارخا: سأقتلك...سأقتلك، ألا تريدنا أن نساعدك بإرسال كل ما يمكن من أفراد الشرطة
أم بشرطي واحد حتى يكون ذلك عادلا؟
فيعلق ستيوارت على كلامه قائلا:" بأن ذلك يعتمد....فهل أنا أرغم ذلك الشخص على العيش
في ذلك الممر الضيق واشدد الخناق عليه و افرض عليه تفتيشا لمجرد محاولة استخدام الحمام؟؟؟"

بالإضافة إلى عدد من الملاحظات الساخرة الأخرى(شاهد الفيديو)