انتهيت قبل أيام من قراءة رائعة جو ساكو: الرواية المرسومة" هوامش في غزة " والتي حازت على جوائز عديدة .( الراوية حوالي 400 صفحة )




FOOTNOTES IN GAZA





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




جو ساكو رسام مبدع وصحفي مميز. هو صاحب براءة اختراع الرواية الصحفية المرسومة . بل إنه الوحيد الذي استخدم هذا النوع من التوثيق الصحفي للتاريخ : رواية صحفية تاريخية مرسومة.



الرواية التي حازت على عدة جوائز ، تدور أحداثها حول مجزرتين حدثتا عام 1956 الأولى في خان يونس، والثانية في رفح . لكن ساكو بعبقريته يربط اليوم بالأمس وكما ذكر في غير موقع في روايته، بأن الاحداث في غزة مستمرة دون توقف ، من 56 ومن قبل و لليوم.


فهو في طريقه لمقابلة من بقي حيا من 56 يرى تدميرا للبيوت ، امرأة كبيرة في السن كانت نائمة عندما تهاوى بيتها فوق رأسها..شابة كانت ذاهبة للسوق مع قريبتها الطفلة الصغيرة يتم قصفها، الطفلة مازالت تنزف في اليوم الثاني،الشابة فقدت رجلها.طفل عمره 13 عاما قضى في محاولة لاغتيال مقاومين .راشيل كوري تدهسها الجرافة..حتى ساكو نفسه يتعرض لاطلاق النار من برج المراقبة الاسرائيلي..وكما يقول :الاحداث مستمرة، وبالنسبة للفلسطنيين لا تنتهي، ولا مجال لالتقاط الانفاس، والتفكير في الماضي فقذيفة أخرى في السماء تبحث عنهم.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




لذلك ، يقول ساكو ، كان الشباب في غزة حين يعلمهم بأنه يكتب عن 1956 يقولون : لماذا؟ من يأبه للماضي؟ نحن نُقتل هنا كل يوم الآن..أطفالنا لا مستقبل لهم..انس الماضي ، وركز على المأساة التي تجري اليوم.




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




لكن ساكو يقول بأنه لا بد من شرح أصل الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي من بداياته لهذا العالم..لابد من أن نجيب على السؤال الذي يُسأل دوما : لماذا كل هذا العداء ؟ لماذا تجري هذه الأحداث اليوم؟



يذكر ساكو بأن قراره بأن يكتب عن هاتين المجزرتين جاء بعد أن التقى عام 2001 ببعض الذين شهدوها، ومن ضمنهم الدكتور الرنتيسي رحمه الله..ويقول ساكو بأن الرنتيسي الذي كان عمره 9 أعوام عندما قُتل عمه ذاك اليوم قال له : مازلت اذكر دموع والدي وحسرته على مقتل أخيه..لم استطع أن أنام لأشهر عديدة بعدها..لقد ترك ذلك اليوم جرحا في قلبي يأبى أن يلتأم...أنا على وشك البكاء الآن وأنا احدثك القصة. لا تستطيع أن تنسى يوما مثل ذلك اليوم...لقد زرعوا الحقد في قلوبنا!!!!



كتب ساكو ورفيقه حينئذ عن المجزرتين للصحيفة التي كانوا يراسلونها..لكن الصحيفة أبت نشر التقرير..


.
مما دفعه للبحث عن المزيد من المعلومات..لكنه يكتشف بأن ذلك اليوم في عام 1956 هو شبه منسي من التاريخ....قليل من التوثيق في المراجع العربية..ولا شيء أبدا باللغة الانجليزية..فيعود إلى غزة عام 2002 ويبدأ بجمع المعلومات ممن كان هناك.


لكن ساكو يقول بأنه لا بد من شرح أصل الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي من بداياته لهذا العالم..لابد من أن نجيب على السؤال الذي يُسأل دوما : لماذا كل هذا العداء ؟ لماذا تجري هذه الأحداث اليوم؟



يذكر ساكو بأن قراره بأن يكتب عن هاتين المجزرتين جاء بعد أن التقى عام 2001 ببعض الذين شهدوها، ومن ضمنهم الدكتور الرنتيسي رحمه الله..ويقول ساكو بأن الرنتيسي الذي كان عمره 9 أعوام عندما قُتل عمه ذاك اليوم قال له : مازلت اذكر دموع والدي وحسرته على مقتل أخيه..لم استطع أن أنام لأشهر عديدة بعدها..لقد ترك ذلك اليوم جرحا في قلبي يأبى أن يلتأم...أنا على وشك البكاء الآن وأنا احدثك القصة. لا تستطيع أن تنسى يوما مثل ذلك اليوم...لقد زرعوا الحقد في قلوبنا!!!!



كتب ساكو ورفيقه حينئذ عن المجزرتين للصحيفة التي كانوا يراسلونها..لكن الصحيفة أبت نشر التقرير..


.
مما دفعه للبحث عن المزيد من المعلومات..لكنه يكتشف بأن ذلك اليوم في عام 1956 هو شبه منسي من التاريخ....قليل من التوثيق في المراجع العربية..ولا شيء أبدا باللغة الانجليزية..فيعود إلى غزة عام 2002 ويبدأ بجمع المعلومات ممن كان هناك.



ويسرد ساكو الأحداث على لسان مختلف الأفراد ويربط بينها..وفي ذات الوقت يخبرنا عن المعاناة اليومية التي يعيشها أهل غزة الآن...كل ذلك بطريقة سلسة فريدة لا تشتت الافكار....طبعا كون الرواية مرسومة جعل تخيل الاحداث والربط بينها أمرا أكثر سهولة..واشد إيلاما!!!



و يذكر في روايته" عودة عايش" كاتب كتاب " مدينة على الحدود" الذي يدور حول نفس الحدث...إلا أن رواية ساكو تتميز بأنه قام بتكوين القصة من مختلف الزوايا. واعتمد فقط الاحداث الثابت حصولها من خلال شهادة شهداء عيان لا علاقة أو معرفة بينهم، ليعطي الرواية وتوثيقها التاريخي مصداقية علمية، وطبعا رواية ساكو مرسومة مما يعطي بعدا أوسع لها!. ثم أن روايته تتضمن احداث اليوم مما يضفي مزيدا من الأهمية على هذا العمل الفريد من نوعه.


احداث " هوامش في غزة " تبدأ من النكبة ومن التشريد الذي صاحبها، وترسم صور المعاناة التي صاحبتها، وتقودنا إلى يوم أسود ارتكبت فيه مذبحة فظيعة..ومع ذلك فأن كل ما جرى هو مجرد هوامش في حياة غزة اليوم التي تجري فيها مذابح في كل يوم، والتي يعاني الاطفال فيها قبل الكبار، ومستقبل شبابها ضبابي........مآساة كبيره لكنها هوامش صغيرة في صفحات المعاناة اليومية، لكن تلك الهوامش تشرح ما قديكون غامضا لمن يقرأ.


الرسومات تنقل الهلع في وجوه الناس،الأسى في عيون النساء،الصدمة في وجوه الأطفال...
والخوف في زاوايا الطرقات...والقتل بلا هدف مع كل التفاتة!!



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وكما ذكرت الرواية فأن الاحداث في غزة لا تأخذ استراحة فهي مستمرة......وبالنسبة للفلسطينيين فهي لا تنتهي!!!




***** يهدي جو ساكو في مقدمته الكتاب لكل ابناء غزة.
****ذكر الكاتب في مقدمته بأنه كان قد انهى الرواية ورسوماتها قبل الانتخابات والحصار والحرب..لكنه كما أكد مرارا من قبل : الاحداث في غزة لا تنتهي!!