
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف فوزي صالح
فضفضة .. مجرد فضفضة
أحلامنا وجدران الصمت
لم نعد بحاجة إلى حلم، ولم تعد أحلامنا في حاجة إلينا، فقد استفحلت بدواخلنا جدر الصمت وتوحشت، واستوحشنا دواخلنا، فلا نحن نبحث عنها، ولا هي بالقادرة على الظهور والإعلان عن نفسها .. ومن ثمَّ سنبقى وستبقى هكذا أحلامنا، فلا نحن بالجديرين بها، لتخلينا عنها، ولا هي أصبحت في حاجة إلينا، لأننا أضعف من أن نحتويها .. حتى أحلامنا لم نعد قادرين على حمايتها، أو حتى الاستمتاع بها، فكيف بنا والحال كذلك حين ننزل إلى أرض الواقع ؟؟!!.
كيف نتحمل أنفسنا ؟ بل كيف ننظر إلى أنفسنا بمرآتنا ؟ لمَ نظلم أحلامنا بهذا الشكل ؟ هل هي تستحق كل مانفعل بها ؟ أهي مذنبة لأنها تجرأت وسبحت في خيالنا ؟ لمَ لانكن بهذه القوة إلا معها ؟ لمَ لانثور إلا عليها ؟ لمَ هي دائما التي تحتمل عنفنا وقسوتنا ؟
ندفع بها ونضرب بها عرض الحائط فتتكسر أَضلُعِها , يستل العقل خنجره المسموم ويطعنها بلاشفقة ولا رحمة فلا تأخذه بها هوادة , فَتَخِرُ مُدرجة بدمائها تستغيث بالقلب فينظر لها بتبجح وتكبر قائلا:- ألم أُنبهكِ من قبل ؟ ألم أقل لكِ أن مصيركِ هو الموت لامحالة ؟
هاأنتِ تجرأتِ وخرجتِ من شرنقتكِ , فما وجدتِ سوى الموت سبيلكِ ,
فتظل تُصارع جسدها المحموم من أثر السم الملعون حتى تحملها الأيادي لتُلقي بها في قبر أغبر أشعث مخيف " ذاكرتنا المصونة" هكذا نحن قاتلي الأحلام , وقد أصبحنا أشرس من مصاصي الدماء .
أستاذي الكريم
فضفضتك ليست مجرد فضفضة , بل هي ثورة ترفع الستار عن أخطاء لم تَعُد مجرد أخطاء , بل أصبحت جرائم نرتكبها بحق أنفسنا .
أرجو أن تتقبل مروري
لك خالص تحياتي