أيُّها العالَم المَنسيّ .





لا ذاكِرَة : شَبِعَ مِنيَّ الوَقتُ إنتِحارَ جَفنٍ يذرِفُ قُنوتَ الصَّمت , وقِشرَة الوجود هَشَّة الاستِبصار

تَخونُني الارتِماءات , واللَّيل أغلى ثَمنٍ يُقبَض ...





ها أنا كَما لا شَيءْ , أُحاصَرُ كـ كذبَة عَجفاءْ في صَدأ التاريخْ , يمتَصُّني الجَفاءْ والرّوح باعَت هَيبَة وُجودِها لعلاكِ ظَلامٍ عاهِرْ , قَسَما ً يا رَحيلَ الجَسَدِ ما اختَرتُ صَعقَ البَلاء

ما أرَقتُ الضّوء مِن شَفتيّ القَمر

بل أراقَني الهَمُّ ديدَن رثاءْ .



أيُّها العالَم المَنسي على حائِط الذَّبيحَة

كتفيَ مَشلول , عَظميَ النارْ , روحيَ الميوع

أُغنيّ والأرجلُ هَوجاءْ أن لا طاقَة لَنا إلا الضَّياع





مَسٌ قَصَد لِحافَ فِطرَتي , أذاقَني سوءَ المَذاق

غالَبنيَ المَوت والعَبدُ في حُضنه بَكّاءْ

فما أجيد .!..





كما لا شَيء يُذكَر ولا أريده الصَّوت

يَغلِبُني , يَصعَقُني , أندَحر في فَوجٍ سقيم

أقتصُّ ,وويلٌ للجاثِمينَ مِن أملٍ يُراق

خلف حُجَّة التلاق , كَتبتَ ولَك أن يُسحَقَ الرَّجاءْ





خَلفيَ الصَّعق يُنشِد

أماميَ الجَحيمُ يَزفِر

جَوانبي العَثّ

فالقَتل ثَباتْ



موءودَة صَحائِفي , خُذها يا بَحر

أغرقِ حَديثي , زَمِّلهُ الفَراغ

لا تبيانَ أنضُجُ بِه , والجَوف انتِحابٌ غَنّاءْ



شِعري : اهرُب مِن زَحمة السُّطور , انفر

عَصا القَبر تَتلاحَق المَصير

تؤنِّبُ الضَّمير

لينتَهي بالرّوح الصَّفير

عِندَ مَوتِكَ لا حَصيرْ





أودَعتُني : رُكامٌ يا تَحتَ الرُّكامْ

طينٌ يا ذَرَّ الطّين

مضغةٌ واللهُّ بِها عَليم





أشجيت : أشجارُكَ المُغتَصبات , جِبالُ حُزنِك النّاعِسات

جيادُكَ المُسرِعَة يا قافِلَة المُعجِزات , تَمضي ولا إليك .





كيف : تَسعَى وتَحفِد , تنوء الخُبز , لا مَفاتيحَ هَضم في أبواغ الجَثامين , اتَّقِد جوعا ً , تَعلَّم جاذبيَّة الخَفاءْ .





ما أقول يا أرضْ : تَبّا ً لكلّ داءْ , تَبّا ً للهَواءْ , للرِّئَة : للسُّنون الرمضاءْ , لما حَولَ الحَول بلا إستِثناءْ .



مَجنون : أعلم , أعلم : لَحديَ أفِقْ , رأسيَ يَنحَني

أهيلوا التُّرابَ أسيادَ البِناءْ !