لا تَعرفُ أصابِع الكَون أنْ تَرسُم قَلما ً كامِلا ً لـ اجتذاب صيغَةٍ مِن حُزن ماكِثَة في استِدامَة , فالنّور ضيّقٌ والعَتب على خَراب الأرواح .


ما زِلنا نَعلم أنَّ الحَياة غَريبَة بلا شَكل ولا ماهيَّة نَتحاصَر فيها بلُهاثٍ لا يفكُّ رَغبَة الإنسيَّة بمعلومٍ يُريح , ونُدركُ تَماما ً عاصِمَة دَواخِلنا حين تَبكِ على جُزءٍ خَفيّ تَحتاجُ لـ شَرحه عَيانا ً على مَسمعِ الإحساس , حينَ تَتفرَّدُ بصَوتِكَ المَخنوق وأضلاعِكَ المَصلوبَة على ساريَةٍ نَهجُها الإقتفاء من نَشيدِ الغَصّات الزَّرقاء في الفِكر , حينَ تَصرُخ بـ أنينٍ ولا أحدٌ يَسمع غَير مَن أسمَعك , تُمدِّدُ الآهَة كَيف تَشاءْ وتَتَجرَّعُها كَيفما يتَّفق , تُحيلُ كُلَّ شَيء إلى مَكنونِ نَفسك وهذا ما تُحاول لَملَمة نَواقِصِه , تَحتاجُ لـ عَطفٍ مِن أرضٍ أخرى تَفقه حالَ غَثيانك , تنادِ الصّوتَ ليصل وجريان الأنهر لا يَستَجيبُ للسَّحاب ليحصِّلَ لَك نَتيجَة , لَستُ أدري كُلَّما تَفرغ لـ نَفسك بـ حِيطَة الخَوف مِن آتٍ يَقتل يؤنِّبُكَ سَعلُك مِن جانبٍ غَريبُ الأثر وَغريب الذِكر , تَحتاجٌ لـ روح أخرى تَسطَع مِن حَولك كَطيف ٍ يراقب ظلَّ فِكرك ويَرسُمه على جِدارِ عُزلَتك كَما تُريد , تُعطيه غَنائِمَ روحك بلا كَيفيَّة ولا مُقابِل , لتَجد أنّك أخطأت العَطاء بلا قَرار , لا تَسمع هَسيسَ مُحاولاتِك في خِلدٍ يجترُّ مَدائِنَ وَلهه الضّارِبَة حَلقَ إجاباتِك الخاويَة ولا تَقول حُروفا ً كالتي اعتَدتها أبجديّة لِسان , لا أصلُ إلى آخرِ ما أبتَغي مِن هذا الحَديث وما بَعده , كأنّي بيَ فاقةٌ مَرموزَةٌ بـ إقفال كَي لا أنجِبَ أمكِنَةُ أخرى أضعُ فيها بَدني المَثقوب بشكله المُكتَمل , علّةٌ هيَ مُترامية على أطراف نبوءة حَيرى بذاتِها وخُرافيَّةً بمَضمونِ عَجَبِها , تَصقلُ حُجَّتك بـ أخرى مَلعونَة لا تَعتملُ في القَلب إلا بوَخزٍ لا تُقدِّرُه الأبصارْ , سَتركُضُ إذن إلى لا شَيء , تَهرَعُ إلى خِضابٍ لا مُنجيَة بـ إعتقادٍ مُنجٍ , تفرُّ تارِكا ً أحوالَ الجُنون تَعتَبر بحالِها وتَكتُب إختِصار البَيان في عَبثِ الأشقياءْ ,فسلامٌ على النَّهر المُطل على نافِذَتي , سَلامٌ على الجِبال التي أبت أن تَحمل الأثقال , على الأشياء اللامُكتَملة , وعلى أنصاف الأشياء المأكولَة قُدُما ً , على غايَة العُزلَة المَحرومَة مِن خُبز الضّوء وسُقيا السَّماء, على ذاتي وسَلامُ الخِتام ْ في مَضض النُّقطَة .