يس والفجر


لا تَسلني عن رحيلِ العزِّ
رتِّل سورةَ الفجرِ.. لتشهد
عودَ أحمدَ
وخيوط النورِ
تنسج الرَّايات أكفانًا
وتكسوها لفرقد
ونسائمُ الإصباحِ ثارت
لكرامة الشيبِ المخضَّب
واستدارت تحفرُ الأرضَ
وتكسو بعضَها خزّا
ليرقُد.
لا تسلني عن شجونٍ لا تُسطِّر..
لا تنمِّق.. أو تنضِّد
فرحةً تعلو مَفرِقَ الحُزنِ
تنهَّد
شمخةٌ من كبرياء في خضوعٍ
تتبلَّد
بعضُ آهاتٍ
من سباتِ الصَّحوِ
في حنايا الجُبِّ
ترعَد
حُزننا صارَ يزغرِد
واختناقُ الصَّوتِ
من خوفِ المنايا
صوتُ إعصارٍ
من صغارٍ
قد أذابوا ما تجمَّد
بعض أفكارٍ
من فراغ السُّكرِ
فينا تتولَّد
لا تسلني
أهو عرسٌ أم حِدادٌ يتجدَّد
بينَ موتٍ وحياةٍ
وفناءٍ وخلود
بين هدمٍ وبناءٍ
لا تردَّد
كلنا ياسين.. نفخر
بيننا ألفٌ كـ"عياش"
ومئاتٌ من" هنادي"
وألوفٌ وصفوفٌ
إن ترى الأحزاب
تشهد
باقترابِ الفتحِ
ثم تتلو سجدةَ الشُّكر
وتحمِّد
فجر ياسين ترقرق
بالضحى
والدم القاني
في رواحِ العصرِ
بالنَّصر
تأنَّق
همسةٌ في ختامِ المشهدِ الدَّامي
تردَّد:
"انتهت رحلةُ الإسراءِ
بالمعراجِ فاسعد"
سعد جبر
عضو رابطة الأدب الإسلامي
الرياض: 8/2/1425هـ
]