أخي العربي
للشاعر المصري
فرج أبو الجود
ما بال جرحك لا يزال عليلا
وغدوت من بعد الشباب هزيلا
وشربت من كأس المذلة موردا
والحر يأبى أن يعيش ذليلا
وفررت تستجدي الخلائق بعدما
كانت ديارُك للجياع سبيلا
وسقطت في غاب الوحوش فريسة
لا آكلا كالسبع بل مأكولا
أفنانُ أرْضِكَ لا تزالُ بديعة ً
وفناءُ بيْتِكَ لا يزالُ ظليلا
والدارُ بعْدَكَ لا تزالُ كئيبة ً
تبكي غيابَكَ بكرةً وأصيلا
ما زال طفلُك في غيابك صامداً
يروي إلى قصصِ الصمودِ فُصُولا
ما عاد يلعبُ كالصغارِ ففوقََََه
حملُ ُمع الأيام صار ثقيلا
العيش مر والحياة كريهة
والبغي جاث لا يريد رحيلا
أمسى الظلام من الكئابة قاتما
فمن الذي قد يشعل القنديلا
القدس تبكي هل سمعت بكاءها
أم كنت عند بكائها مشغولا
ودماءُ غزة َلا تزال على الثرى
حمراءَ تشعل للقصاص فتيلا
وهناك ليلى في العراق قتيلة ُ ُ
وغدا نرى من قد يكون قتيلا
وغدا بما يدمي الفرات سنرتوي
وغدا على ليلى ننوح طويلا
الفجر قاص ٍ والصباح مقيدُ ُ
والذئبُ دونك يحمل الإنجيلا
وبنو قريظة يذبحون صغارنا
ويقتلون شبابنا تقتيلا
ويهدمون الدور فوق رؤسنا
ويدنسون مساجداً وفصولا
بهت لئام فاسقون إذا بغوا
قتلوا النبي وحرفوا التنزيلا
وسلوا الزمان عن اليهود لتعلموا
كم كذبوا في المرسلين رسولا
سامية بالحقد يقطر نابها
تروي الضلال وتزرع التضليلا
لا يخدعنك من يريد سلامهم
ليبيع من تدجيلهم تدجيلا
فالثأر باق والعداوة بيننا
جيل سيوصي بالعداوة جيلا
فانهض لدينك إن فوق رقابنا
من طول صمتك خنجرا مسلولا
ضمد جراحك فالجراح كثيرة
والخطب بين يديك صار جليلا
ما عاد يجدينا النواح فإنما
ناحت عيون العاجزين طويلا
لا يخدعنك بالسلام منافق
يحيى ضئيلا كي يموت ضئيلا
أو راقصُ ليست لديه قضيهُ
يهوى الطبول ويعشقُ التطبيلا
أو خائنُ هانت عليه بلاده
فاندس بين الصامدين عميلا
وانهض عزيزا في ضميرك نخوةُ ُ
حرا أبيا ماجدا بُهْلولا
اليوم إما أن نعود أأمة
أو أن نظل أتابعاً وذيولا