أنادي من على كتف الجبال
فرج أبو الجود


[gasida= font="Traditional Arabic,7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أنادي من على كتف الجبال ِ=أسود الانتفاضة والنضال ِ
وأصحاب النهى في كل فج=وأرباب الفصاحة والمقال ِ
أفيقوا وانهضوا فالخطب جمٌ=وقد دق النذير على النصال ِ
فلسطين الأسيرة كم تنادي=وكم لبى الأسيرة من رجال ِ
ولكن الخيانة أسلمتها=مكبلة اليدين بلا نزال ِ
وليلى في العراق لها نحيبٌ=فوا ليلاه حالك بعض حاليِ
إلى عينيك يا ليلى عيوني=كلون الجمر من وجد الوصال ِ
وفي السودان مِصْيَدَةُ بليل=وقارعة تندد بالمآل ِ
كلاب لا يكف لها نباحٌ =على فصل الجنوب عن الشمال ِ
وما جسم يعيش بغير ساق=سوى السودان عند الانفصال ِ
وفي الصومال شريان جريح=يئن من النزيف على الرمال ِ
وفي مصر الحبيبة مستبدٌ=ألم به المشيب ولا يبالي
على قوس الرحيل بدا قريبا=فيا صبحاه بعد الارتحال ِ
فماذا حين يسأل من قدير=وفي الأجداث من هول السؤال ِ
ظلامٌ واختناقٌ واحتباسٌ =وحرٌ كالسموم بلا ظلال ِ
وفي أرض العروبةٍ تُّرَّهاتٌ=من الضيم المخضب بالختال ِ
غدونا في أراضينا قطاعا=كأقطاع الحمير أو البغال ِ
يساق إلى الحفير بلا كلام=ويضرب إن تمرد بالنعال ِ
وصرنا كالعبيد لدى لئيم=نعيش على الفتات بشر حال ِ
ونشرب والخنوع لنا قرين=كؤوس الذل من طين الخبال ِ
مُسخنا لم نعد إلا شُخُوصا=مفرغة المعاني والمثال ِ
قهرنا الاحتلال وماعلمنا=بأنا في شباك الاحتلال ِ
وولي أمرنا وال ضليل=فضل بنا وأفرط في الضلال ِ
وصد عن السبيل بكل حد=وباع من النفائس كل غال ِ
ألا يا أمة عاشت طويلا=جوار الشمس في عصر الرجال ِ
ألسنا من بنى للمجد سرحا=عظيما في السهول وفي التلال ِ
وأنا من جعلنا للثريا=مصابيحا تتيه بها اللآلي
وأنا حينما كنا ملوكا=سبقنا العالمين إلى المعالي
ووفينا العهود بغير ذل=فإن نادى المنادي لا نبالي
فما للأسد تمشي في خنوع=وما للفأر يرقص باختيال ِ
حملت غدي وسرت بلا دليل=على شوك الأسى بعد الدلال ِ
يودعني المساء إلى مساء=ويحملني الهلال إلى الهلال ِ
ويزحف جانبي ليلٌ طويلٌ=وتضربني بكفيها الليالي
أصيح وصيحتي همس هزيل=وقد ضعفت قواي من الهزال ِ
وأحمل في يدي قلما عنيداً=سيكتب ملحمات للنضال ِ
فما مجد العروبة ذكرياتٌ=ولا هوس يحلق في خيالي ِ
وما الدنيا لطاغية ستبقى=وملك الظالمين إلى زوال ِ[/gasida]