إلى كل مكفوف ولد أو فقد فيما بعد بصره
واستطاع أن يطرد اليأس من حياته
استلهاماً منه
وإهداءاً إليه
أخي المكفوف
فرج أبو الجود
يا سماء المجد زاد الوجد عندي
فالمسي قلبي لتهدأ نارُ وجدي
وافتحي بابا إليك ففي ضلوعي
من سهاد الشوق ما يبكي لسهدي
إنني أقسمت في طلب المعالي
أن بغير الشهد لن أرضى بشهد ِ
وامتطيت الصعب صلبا لا أبالي
في عناد بل صمود بل تحدي
لم أزل والقيد يصرخ في عيوني
عابراً للسد موصولا بسد ِ
لم أخف والليل يعبث في وجودي
من تهاويل الظلام المستبدِ
نحو هاتيك الرواسي سوف أمضي
أشعل المصباح للآتين بعدي
أزرع الآمال أحلاما كبارا
كي يعيش الحلم من عهد لعهدِ
لن أبالي ما تخبئه الليالي
إنني للمجد قد غادرت مهدي
وارتويت الصبر ظمآنا صبورا
ليس مثل الصبر للظمآن يجدي
لن أخاف اليوم مما كنت أخشى
منه في صغري فقد أكملت رشدي
ياسماء المجد كم سهرت جفوني
شاخصا للنجم أشكو عنه بعدي
كلما أدركت في العلياء نجما
صامدا أيقنت أني لست وحدي
إن تكن عيناي مطبقة فإني
قاهرٌ ليلي بإيماني وجدي
أو أكن أعمى وغائرة عيوني
فالأحاسيس البصيرة بعض جندي
كل شئ كان عندك يا صديقي
من بديع الله حتما فهو عندي
من أحاسيس تسبح من شجون ٍ
من حنين من أنين من تصدي
من حديث القلب من أمل طموح ٍ
من حوارات ومن أخذ ورد ِ
من خيالات بعقلي سابحات ٍ
من ملاطفة ومن حب وود ِ
من هموم من عيون دامعات ٍ
من سهاد الليل من قرب وبعدِ
النهار الصحو أدركه بقلبي
والنسيم العذب ألمسه بخدي
والعصافير الجميلة حين تشدو
مائلات بين أزهار وورد ِ
وابتسامات الجداول حين تسري
وابتهال الغيم من برق ورعد ِ
كل ما تبٌصِرُهُ أُبصره ولكن
ليس من عين كعينك بل بيدي
إنني الأعمى أسابق للعوالي
رغم طول الضيم ما غيرت جلدي
لم يزدني الدهر فيما قد رماني
غير إيمان وإصرار وكدِ
يا أخي المكفوف قم نمضي سويا
نكسر الأغلال نذهب دون قيدِ
لاتكن لليأس منقادا ذليلا
طائعا للنفس فيما ليس يجدي
لا تمد الكف تستجدي لئيما
لا يطيب المشتهى عن طول مد ِ
كن كريما سيدا حرا عزيزا
وامش معتد الخطى ندا لند ِ
والتمس للنفس خلانا كراما
فالخليل الوغد مرهون بوغد ِ
واحتمل ما كان من سهد الليالي
لن تنال الأمنياتِ بغير سهدِ
وابتسم ما عشت وانظر كيف تحيى
عاليا كالنجم لا يخشى التحدي
حينما تسمو ستدرك أن يوما
في جوار الشمس يعدل ألف عقدِ