وقد أدميتُ وحدتي
وحدي....
أقاسمُك سريرَ القمرِ
كلَّما أواني الشوقُ
إلى حضنِ الليل
من طيفِ الغيابِ أقدُّكِ
حضوراً جاحظَ عينيَّ
يتوسد في آهتي
عتبةَ الأرقِّ
على ضفَّةِ القلبِ
تكتملينَ خفقةً
تحرسينني طفلاً
في مهدِ صدري
كنتِ حواءً في بدايتي
وأنا الخليقةُ
من قلبكِ
تنجبينَ الخلودَ توأمي
من قلبكِ
تضخِّين الدِّماءَ
في شريانِ الموتِ
فإذا بي حياةٌ
أطوفُ حولَ قبري
وأخيراً أشعلُهُ رجلاً
يتعالى دخانُهُ
إلى عنانِ خدِّكِ قبلةً
يُكثِّفُ سحبَ الظمأ
على شفتيك
فيردي رضابَك غيثاً
من بسمتك أنبلجُ صباحاً
لأقودَ النهارَ
إلى آخر العناقِ
من عروةِ البسمةِ
أمسكُ طيفكِ
أعصركِ أنوثةً
وأرشفكِ إكسيرَ الجنونِ
حتى يخرّ الصباحُ سكرانَ
حولَ أنقاضي
وحدي خليعُ النطقِ
دعيني أمرضُ عنكِ
لتُشفَين لغتي
دعيني
أموتُ شطرَ المحالِ
في خلودِ عينيكِ
عندما أستلقي ظمَئاً
في قرصِ الشمس
على أفقِ صدري
بكِ أتهاوى غروباً
عن وجهِ أمسي
خارجَ الفؤاد
عنكِ أضمُّ فراغاً
من القتلِ نَشْأَتُهُ
عنك أحزنُ حباً يتلظّى
في ثنايا بعدك
أسكبُ سائلَ قبري
أعيثُ شوقاً ضروساً
أثكلُ ظلي في عقرِ الهجير
أضمُّكِ يقظةً
والنومُ ثوبُك الأبيضُ
يعكسُ ضوءَ الوجدِ
من قاعِ الحلم
إلى قمةِ الصباحِ
من ثنايا بُعدك
أرتشفُ ندى الصمتِ
إذ افترشتُه
والوحدةُ غطائي
أستنشقُ عطرَك
نبرةً همسةً
بعدها...
أقومُ مع ساعةِ اللقاءِ
وأنفضُ جثماني
عن جوهرِ الحبِّ العاتي
وحدي...
أجوبُ سريراً أقفرَ
وراءَ تفاصيل طيفك
وراء شظايا شوقٍ
متناثرٍ بين يدي

***