قصة اللون الأسود



في يوم من الأيام .. وبعد منتصف الليل بدقائق .. وعلى قمة الجبل ..

وعند منبع الشلال الأحمر ..

هناك بالتحديد عند منبت الأقحوانات الخضر ..

والنرجسات ذات اللون الأزرق ..

هناك حيث لايوجد ماهو ابيض .. بل لايوجد الا ثلاثة الوان ..

تشكل محتوانا وترسم باطن خلايانا ..

حيث الالكترونات تقفز بجانب النواة ..

كل شيء يسير في فلكه أو هكذا يبدو ..

حيث لايوجد أفلاك لدينا .. عالم مختلف وحلم ثلاثي اللون .....

حيث تبدأ المعركة .. يتغلب الأزرق تارة , وتارة ينتشي الأحمر , ولكن للأخضر سحره ,
فما أن تنوي الثواني على اعلان هزيمته حتى ينتفض ويتأهب فتتصلب بقية الألوان
ويتغلب حينها .. ولم يشعر بنشوة النصر بعد حتى بدت كأنها احدى نقاط ضعفه .....

نسمات من الهواء قوية ..

ولكن ما الفائدة من ذكر جمالها وسحرها ؟! .. فهي ليست محور قصتنا ...

ايقظتني من هيامي .. نظرت الى السماء مترقبا شروق الشمي ..

ولكنها لم تشرق بعد .. فهذه هي السنة الثلاثون ولما تشرق شمس بعد ...

قد يعجب المرء من طول المدة ولكنه اختلاف التوقيت فحسب ..

فالدقيقة لدينا تعادل عشر سنين لديكم ..

مع أن نظامنا الزمني كنظامكم .. نهار يتبعه ليل ..

ويومنا بمجمله أربع وعشرون ساعة .. والساعة ستون دقيقة .. والدقيقة ستون ثانية ..

إلا أن معدل متوسط عمر الشخص لدينا هو ستة دقائق .. قد تزيد وتنقص كما لديكم ..
وعلى حد قراءاتي المتواضعة أن معدل عمر الانسان لديكم هو بين الستين والسبعين ...
عمري حسب التوقيت المحلي والنظام الزمني لدينا هو ثلاث دقائق ..

متفائل قليلا بظهور الشمس , وبدوُّ الصبح , ولكن تفاؤلي ليس الا ترقب معجزة ..

فهل ياترى تأتي المعجزات ليلا .. ولايعود هناك ليل ؟!.. قد وقد ......

سحر الهمسات .. ونعومة اللمسات .. وفيض الحواس .. ولحن الأوتار ..

تداعب الأجفان.. وتبدأ المعركة من جديد .. وتستل الألوان سيوفها .. ويحتد القتال ..
وتبدأ النهاية .. فتقتل الألوان بعضها ..

وتختلط الدماء لتشكل بطبيعتها لونا واحدا , قاتما تسير به فرشاة الفنان حتى تلون
سماء ليلنا .. كما ليلكم بلا نجوم ولا أقمار ..

وتموت المعجزة .. ويعتلي اللون الأسود عرش الألوان .....