ماقلت في وصف الصحراء من رواية لم تكتمل بعد
______

تهب الرياح الشمالية تدغدغ رمال الصحراء الشرقية في حركة متراقصة ..
كغانية تتمايل بخصرها .. وشعرها الطويل يترامى ذات اليمين وذات الشمال .. بحركة عشوائية ..
تطلق اسهمها السحرية على لداتها في مسرح مفتوح الأطراف .. تلتقي فيه السهام ...
ويبلغ السحر مداه حين تنعكس أشعة الشمس على تلك الجزيئات المتطايرة ..فتكسبها لونها الذهبي .. وتبلغ النشوة ذروتها عندما تذوب الأشعة في تركيبة لامتناهية من عرائس الصحراء المتطايرة في بهو قصرها ...
أسراب من الرقائق السحرية تتراقص بين السماء والصحراء .. مكسوة برداء شمسي ..
لاتملك معها الا الاختباء لأن لا تطالك بسحرها ..
تغلق عينيك خوفا من الحقيقة التي توحي بها هذه الرقائق فلست على قدرة بالمواجهة ..
وليس لدى عقلك الباطني امكانية ادراكها ...
ثم يتداركها التعب فتنسحب رويدا رويدا الى خدرها .. وتهدأ العاصفة ..
ولايبقى الا اللون الذهبي يطغى على اللوحة ...
حينها تفيق من حلمك .. ويذهب العالم السحري من مخيلتك ...
فمالاتستطيع ادراكه واقعا .. لن تستطيع مخيلتك ابقاءه لحظة من تاريخها ...
ولن يحاول عقلك الباطني تذكره ولو لوهلة ...
وتهدأ الرياح ..
ويبقى الطيف المتوهج ..
وينهي الرسام لوحته ليبدأ بأخرى حيث يمسكها ...
يتأملها ... فارغة ... يحاول أن يجمع شتات أفكاره ..
ويبدأ بلم ماتبعثر منها .. وهو مقتنع أنه لن يصل الى الحقيقة مهما حاول ..
فهو كأينا قاصر الادراك عن معجزة الهية