قَالَ العَذُولُ ـوَقَدْ أَضَرَّ بِيَ النَّوى ـ

صُنْ مَاءَ وَجْهِكَ عَنْ مَزَلَّاتِ الهَوَى

فَأَجَبْتُهُ: لَوْ كُنْتَ تُبْصِر.. لَمْ تَلُمْ

مَا كُلُّ شَيْءٍ في العيون قَدِ اسْتَوَى

قَلْبِي وَأَحْشَائِي تُحَرَّقُ كُلَّمَا

ذُكِرَ الحَبِيبُ ـ وَلَيْسَ يُنْسَى ـ بِالجَوَى

وَالجِسْمُ ذَابَ مِنَ النُّحُولِ لِبَيْنَهَا

وَالخَدُّ مِنْ دَمْعِ المآقي ما ارْتَوى

يا عاذلي أقصر.. أَوِ اعْشَقْ كَيْ تَرَى

أَنَّ الفُؤَادَ بِلَفْحَةِ الشَّوقِ اكْتَوَى

كَمْ حَلَّ بِي مِنْ أُمِّ مَثْوًى بَعْدَمَا

شَطَّ المَزَارُ بِمَنْ بِقَلْبِي قَدْ ثَوَى

حَاوَلْتَ لَيَّ القَلْبِ عَنْ مَلَكِ الظِّبَى

لَوْ بِالظُّبَا حَاوَلْتَ لَيَّا مَا التَوَى

إِنّي لَأُصْرَعُ يَوْمَ صَوْمِيَ إِذْ نَأَتْ

فَتخَالُ هَذَا الصَّرْعَ مِنْ فَرْطِ الطَّوَى

وَأَقُومُ أَمْشِي ثُمَّ أَهوِي؛ لَيْسَ بِي

إِلَّا الهَوَى، فَتَقُولُ مِنْ عَطَشٍ هَوَى

يَا فِتْنَتِي وَهَوَايَ كَيْفَ تَعَلُّلِي

أَمْ كَيْفَ أَسْلُو عَنْ بهاك وَمَا حَوَى

إِنْ كَانَ غَيْرِى عَنْ فِرَاقٍ صَابِرًا

فَلَقَدْ عَجَزْتُ، وَوعود صَبْرِي قَدْ ذَوَى

لَوْ تَعْلَمِينَ..وَصَلتني، فأنا الذي

مَا ضَل قَلْبِي عَنْ هَوَاكِ وَمَا غَوَى

أَدْوَيْتِ قَلْبِي بِالصُّدُودِ وَلَا أَرَى

لِلْقَلْبِ غَيْرَكَ يَا دَوَائِي مِنْ دَوَا

أحيي بوصلك من قطعت فقطعت
أحشاؤه، فلأنت مائي والهوا