تداعيات
لغز الليل والقمر



وبعد أن اتجهت غرب المجرة انبعثت ثقباً اسوداً ، امتص نزق الكواكب والشهب، وانهمر نيازكاً
، أدركت أني سأكون غداً الموت واللغز، أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم. لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيما أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل. إنه شرط التزهّد. لا أظن أني أهلٌ بالجحيم ولا موعود بالمجد، لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ.
من يدري أي متاهة تائهة، أي حريق أعمى من البياض سيُدهش قدري، حين تُعلِمُني تجربة الموت الغريبة عن نهاية المغامرة؟
لو يمكنني عندها أن أشرب من نهر "المقطع" الصافي، أن أكون دوماً، وما كنتُ .
لو كان النوم هدنة، استراحة بسيطة، لما شعرنا، حين نستيقظ فجأة، بأنه سُرق لنا ثروة؟ لماذا نكره النهوض عند الصباح؟ ألأننا نخسر سحرًا خارقاً، حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه إلا مستتراً تحت ذهب الأحلام المحيّر، هبة الليالي، ربما البرهان
الغامض لفلكٍ غير زمني وليس له ما يُسمّي سحره، فضيلة قصوى يشوّهها الصحو في مراياها.
حين يفتح النوم لنا جداره الأسود، ماذا نرى؟ من سنكون هذا المساء؟
هذا القمر،طلقة تصيبه في جبهته. لن يعرف اسم مجرى الماء الذي كان يسير بمحاذاته.
سقط على وجهه فاتحاً ذراعيه، يتأرجح الهواء الذهبي عند أوراق غابة الصنوبر. تميل الشمس بنصفها، الساعة رقيقة. بدقة تتسلق النملة على الوجه الخالِ الغضون . ستصعد الزغاريد.
كل شيء يتحوّل ويتحول حتى ذلك اليوم من المستقبل الذي سأناديك فيه،
أنت وحدك، لم يسهر عليك أحد ولم تعرف حظوة الدموع، سقطتَ كما تسقط الرجال جميعا، سقطت دفعة واحدة كما الجدار.
لن يحفظ ذاكرتك أي رخام. ست أقدام من الأرض هي كل مجدك القاتم.