لِحَى الغنم
1- ما أقبحَ اللِّحَىٰ على وجهِ الغنمْ
تقولُ إن زجرتَها: أَجَلْ، نَعَمْ
2- ومنتهى غايَتِها في عَلَفٍ
ونَزْوَةٍ على النِّعاجِ في الظُّلَمْ
3- ومَسْكَنٍ وحُلَّةٍ تَلْبَسُها
ومَرْكَبٍ وزِينَةٍ كي تُحترَمْ
4- تَعْجَبُ من أُمورِها إذ إنها
تحجُّ بيتَ اللهِ تسعىٰ في الحَرَمْ
5- وُجُوهُها لبيتِهِ مَصروفةٌ
قلوبُها مُقيمةٌ على صَنَمْ
6- كم رَجَمَتْ بِيَدِها حِجارةً
وإنها بالرَّجمِ أولىٰ من رُجِمْ
7- وتدَّعي عِلمًا ودِينًا وتُقًىٰ
وأنها خيرُ الدعاةِ للقِيمْ
8-وأنها تَنشرُ في الأرضِ الهُدىٰ
والأرضُ منهم في فَسادٍ وزَخَمْ
9- فقولُهم مُزَخرفٌ وخادعٌ
لكنه لا يَنطلِي على الفَهِمْ
10- كم حرَّفوا نصوصَ وحيِ ربِّنا
وسُنَّةِ المختارِ من خيرِ الأُممْ
11- وقلّبوا الحقَّ فأضحىٰ باطلًا
وحوَّلوا نورَ العقولِ للظُّلمْ
12- وغيَّبُوا الوَعيَ لمَن يَتْبَعُهمْ
حتى غدَت عقولُهم مثلَ النَّعَمْ
13- وأسمَعوا اللغوَ وحلَّلُوا الربا
يا قُبحَ قولٍ من مُخادعٍ أَثِمْ
14- قد وهَبوا نفوسَهمْ لحاكمٍ
وأمَّلوا لُعاعةً من الغَشِمْ
15- يَجمعهم إذا أرادَ بالعَصا
لينفذوا أمرًا رآه كي يَتِمّ
16- يُفتونهُ برأيِهِ ومَيْلِهِ
فهو المُشَرِّعُ القديرُ المُنتقِمْ
17- وإِلْفُهمْ لذلكمْ صيَّرَهمْ
يُبادرونَ في رِضاهُ كالخَدَمْ
18- فهم خِرافٌ عنده، وعندنا
شرُّ ذئابٍ لا يُراعونَ الرَّحِمْ
19- إخوانُهم في سِجنِهمْ قد غُيبِّوا
وعُذِّبوا، فأُخرسوا عن الكَلِمْ
20- لهم من العُلومِ قِسطٌ وافرٌ
هل تنفَعُ العُلومُ كلبًا قد هَرِمْ
21- يَسعون للكُفَّارِ كي يُحاوِرُوا
والقومُ في الحِوارِ غَيْثٌ مُنْسَجِمْ
22- والقومُ إن رَأَوْا جهادًا وَلْوَلُوا
وشَيْطنوا أولي المعالي والهِمَمْ
23- بل وافترَوْا على الذين قدَّمُوا
أرواحَهم فِدًىٰ لدِينٍ قد ثُلِمْ
24- فهُمْ وهُمْ كنملةٍ إن شُبِّهوا
تريدُ أن تنالَ من عُليا القِمَمْ
25- تجمعُهم مؤسساتٌ أُنشِئتْ
كم كافرٍ ومشركٍ لها دَعَمْ
26- هم في سُباتٍ عن جراحِ أمَّةٍ
قد أمَّها الأعداءُ كلٌّ يَلْتَهِمْ
27- كم جُرِّدَتْ طاهرةٌ أمامَهم
فأغمضوا الطَّرْفَ ولم يُبْدُوا الأَلمْ
28- وكم رأَوْا قَصْفًا لأطفالٍ قَضَوْا
تحتَ رُكامٍ أو جِدارٍ مُنهدِمْ
29- وكم جَرِيحٍ وحَريقٍ صارخٍ
مُحاصرٍ، والأُذْنُ عنهم في صَمَمْ
30- فلم تُرَقْ من عينِهم دُمَيْعَةٌ
ولم تَثُرْ نخوتُهم مثلَ الحِمَمْ
31- لم يُعلِنوا الجهادَ لا، بل جاهدوا
مَن جاهد الكُفَّارَ حتى يَنعدِمْ
32- يا أمَّتي إن الذي أضعَفنا
وجرَّنا لشَرِّ خَطْبٍ مُدْلَهِمّ
33- رُضوخُ عالِمٍ له مآربٌ
من مُتَعِ الدنيا لحاكِمٍ ظَلِمْ
34- فأولُ الوَهنِ دُخولُ عالِمٍ
على الوُلاةِ طَمَعًا فيما حُرِمْ
35- وإنما اسْتطالَ حُكَّامُ الوَرَىٰ
وظلَموا؛ لأجلِ عالِمٍ نَهِمْ
36- وليس ذا سُنَّة َخَيرِ مَن مضَىٰ
من القُرونِ الأُولياتِ في القِدَمْ
37- هل تَذكرونَ حينَ كان جدُّنا الـ
ـفاروقُ يَخْشَىٰ من عَلِيٍّ إذ حَكَمْ
38- ومثلُ ذاكَ الخُلفاءُ بعدَهُ
كلٌّ يُجِلُّ العُلَما ولا يَذُمّ
39- فعِزُّ أمَّتي بِعِزِّ العُلَما
وذُلُّهم جُرْحٌ لها لا يَلْتَئِمْ
40- ولن تَعودَ رِفعةٌ ونُصرةٌ
إلا بأن نَفْرُغَ من تلكَ الغَنَمْ

الجمعة
20 / 10 / 2023