(ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (5) لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ (6) وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى (7) ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ (8)
لاحظ الآية رقم ٨
تنبيه على الأسماء الحسنى
من قال أن الاستواء مجاز فمعنى المعنى عنده كمال الملك والسلطان مثل ان يقال جلس فلان على العرش أي صار ملكا .
ومن قال أن الاستواء حقيقي فالمعنى هو معنى اللفظ أي أن الرحمن سبحانه وتعالى قد استوى على العرش استواء يليق بعظيم سلطانه معلوم بإخباره لنا مجهول الكيفية لأنه لم يخبرنا عنها .
الآن لاحظ الآية التي تلي آية الاستواء وتأمل فيما أقوله لك:
ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (5) لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ (6).
كيف يكون معنى الاستواء مجازيا أي كمال الملك والسلطان ثم يقول بعد ذلك(له مافي السماوات ومافي الأرض وما بينهما وماتحت الثرى)لاحظ استقصاء معنى كل شيء .
إذا قلنا ان الاستواء مجازي بمعنى تمام الملك والسلطان فإن الآية التي تليها تكرر نفس المعنى بينما ينبغي أن تكون العلاقة بين آية الاستواء والآية التي تليها السببية والمسببية أي أن آية الاستواء هي المسبب والآية التي تليها هي السبب وهذا يتطلب أن يكون الاستواء حقيقيا أي أن الرحمن سبحانه وتعالى استوى على العرش لأنه هو الخالق المالك الذي له كل شيء مافي السماوات ومافي الأرض ثم يزيد حتى يستقصي المعنى بدون نقصان ومابينهما وماتحت الثرى .
لاحظت الاستقصاء لأن العلاقة هي السببية بين هذه الآية وآية الاستواء .
أيضا عزيزي القارئ إذا قرأ شخص كلامي هذا وقال هذا كلام سطحي فتنبه الى أن هذا الشخص مصدر رأيه هو علم الكلام . تنبه لهذا جيدا وعلم الكلام مصدره الثقافة المستوردة فلسفة اليونان أو فلنقل أنه تأثر بها فصار يسمى الفلسفة الإسلامية .
هذا الفكر المستورد الدخيل على الثفافة العربية الإسلامية أدى الى اختلاف في الثقافة مما أدى الى اختلاف الآراء .
مثلا أنك تقرأ لي ويعجبك كلامي وتقول هذا كلام صحيح . لم نختلف لأن ثقافتنا واحدة ولو كانت ثقافتنا مختلفة لحدث الاختلاف هذا شيء أكيد .
الثقافة المستوردة والفكر المستورد هو سبب اختلاف المسلمين في الأفكار والعقائد وليس أن اللغة حمالة أوجه وإن كانت كذلك إذ أن السياق يعطي المعنى رحيقه فلا تصير معه اللغة حمالة أوجه كما لاحظت سياق آية الاستواء ففيه كلام صريح عن الأسماء الحسنى والناس دائما يقرؤون الآية ولايقرؤون سياقها .
والله أعلم