حمل وديع تخلف يراقص زهيرات خلف تلة... أو أنه يحاول صعود التلة دون أن ينتبه إلى شروده القطيعُ... و صقرٌ جارحٌ حوله يحومُ… و يحوم…
- أيها الحمل الصغير! هل تَـوَدُّ أن تطير؟
- أطيــر!؟ لكنني حمل كما ترى… و الحِملان لا تطير أيها الصقر اللئيم! إليك عني! فقد حذروني منك..
ثم ( يضحك ) قالوا أنك ذكـيٌّ و نســوا أن يخبروني أنك مجنون!!
- ألا تحب أن ترى المراعي من عـلٍ و تسبحَ بين الغيوم... ألا يعتريك شيءٌ من حـلم؟ ألا تؤمن بالجنون ؟!
- (الحمل بعد تنهد قصير) أحلامي يا ذاك.. بين القطيع تنمو و على العشب لا تعلــو! لا تحلق.. لا تطير.. و هناك في الجهة الأخرى من التلة قطيع غير القطيع... و بينهم تغني بالحلم صديقة لــي... أكاد أسمع الثغاء و حولها عصافير تشدو.. و أحلامنا زهيرات تنمو وموعدنا قريب… قريب
- تأفف الصقر في سماه.. و قال وهو يبسط زهوا جناحين.. وبصره بنشوة يرنو نحو الأفق المديد.. أطلق العنان للحلم أيها الغض الجميل!.. أتريد أن تهرم كما هرم من خلفهم خلفوك... ألا تراهم قد نســوك؟
- فأخبرني أيها الجارح النبيل... كيف تبدو المراعي من هناك؟ و كيف الشمس عند الأصيل؟ و هل ترى صديقتي الوديعة؟ أخبرها فقط أنني آت على جناح السرعة بعد قليل...
- (غير الصقر نبرته إلى ما يشبه الأسى) بالطبع أراهــــا.. لكن المنظر ليس بالجميل... أعفيك من هذا لا أريدك حزينا أيها الصغير
- قــل!!!
- أظنهم يقيمون لها عرسا... و لا أضيف أكثر.. إلا أن العريس أقرنُ منك بقليل... أسفــي أيها الصديـق!
تاه الحمل في خطاه... و تاهت خطاه بين العشب و الصخور… يجري، يثغو يكاد يصرخ، يود الآن حقا لو يطير..
- ماذا تقول؟؟!! خذني إلى هناك أرجوك أيها الصديق... هبني جناحيك لوقت قصير… فما عادت الركب تحمل هذا القلب العليل… خذني، خذني، خذني أيها النبيل!
الصيد اليوم وفيـــــــر!!
صقـــر حوام حول الروابي يمني حَمَلان بالتحليق… لعلهما يطلعان إلى الأسباب... أو يبلغــان ما وُورِيَ عنهما من حنين.