تلك المرأة , رغم سنيها الأربعين , ورغم أنَّها ستكون الزوجة الثانية , فقدت بدت
ليلة زفافها , طفلة مدهوشة أمام كم هائل من هدايا العيــــد.
بفـــرح غـــض مختلــــس من سنواتهـــــا الأربعين العجاف ,,, حضَّرت للحفلــــة ...
الثوب الأبيـــــــض الموَّشــــــى بالخرز... مسكــــــة العروس...بطاقـــات
الدعوة التي وزعتهــــا وعيناهــا تقولان لكل النظرات التحتانيــــة أنَّ لها الحق أن تمارس أنوثتها
في ظلِّ رجــــــــل.
على صوت الموسيقـــا رقصتْ ... دارت بعنفوان بين المدعويــــن ,, ضحكت
بغنــــــج.,,, ولوحت بيدها كثيــــرا ,, انتشت وهي تدور راقصــــة بين الوجوه
الضاحكة والأيدي المصفقة.... للحظة استبدت بها النشـــوة ,,,مدت يدها
لتمسك بيده,, تستمــــد دفئا يذيـــــب جليد العمر القاحل.... ظلَّت يدها
ممدودة في الهواء,,, بينما هو كان يُعَّدل من جلسته على مقعده,,, وقد
التفَّ حوله أطفاله الخمســــة.