قنديلُ ، تتخبطه نوارس العتمة ! ، سريانها ، وتجذّرها في جسد المكان ينشران فداحة ظلامٍ دامِس فاجـِر ، يمنحانِه التفاتة لمراجعةٍ الضوء الذي يعلو هامته!! ... يتعثرُ باحثاً عما يرّتِـقُ جـُرحه في كونه يبعثر ويتعثر ! بحثه عن بعض بصيص يقِـيه حرّ لوعته لرؤية ضوء يقوده بين أنماط العتمة وأسراب السواد ...!!
يترك مكانه وينتـقـِلُ قرب النافذة المُـشرِعة أبوابها لولوج مزيداً من تواتر سواد آخر ، بعد أن طفق بكل ما حوله من حُلكة. أو كان هدفه ـ على الأقل ـ الوصول إلى تلك الكوة المعلقة على حائط يُمعِـنُ في صمت القبور ، غير آبـِه بما يدور حوله ... كوة يعلم موقعها على الحائط وقت كان في زمنٍ ما ...! بعض شعاع يلج المكان ، يفضُ بِكارة الظلمة الجاثمة في رحم الغرفة ، فيمنحان وليداً شرعياً للعتمة يمنحُ العين مرئيات تـُمكـّنها من تمييز النتوءات أو الأجسام المكوّمة كتماثيلَ ، لا زالت تقبع وراء الأزميل في مساحات ضبابية تمِـيّلُ لنشرها كأشباح ... تمّـرقُ لتـُعاقر الظلام
ضحِكَ الحائطُ ! وأسرَّ لنفسه: " يا لهذا القنديل المسكين! يحسبُ أن النافذة ستـُحرِر إلى المكان الضوء وتمنحه شفرة الدخول كما تفعل مع مُواء الريح وصفيرها ! "... " يا لهذا القنديل الطيب ! يظن أنني إن تزحزحت عن مكاني سيلج النور إليه من العالم ورائيّ ! ، يظن أنني أمنع عنه نور العالم! وهو لا يدري أن الظلام الذي يرزح ُ تحت وطأته وأفعل ! يأتينا من الذي يهفو للخروج إليه ... يحسبُ أنني أسدُ الطريق بينه والنور ! وليته يعلم أن الظلام بات يسطو على كل البراحات والأمكنة ، يسّـتشري في كل مكان وأنني بوقوفي ! أحميه
!....من عتمةٍ ...................لا يعّرِفُ مداهـــــــــــا
؟............... أتنتهي!؟ ..................