لقمة حلال....
دخل المنزل, كان هادئا كالموت,رائحته العطرة تملأ القلب سعادة,توحي له بنقاء ماله حدود.
ورغم كل هذا ,يفيض قلبه حزنا دونما سبب, ينتشي عندما يراها, ووجهها الملائكي يفيض بشرا, مؤكد هي فوق الملائكة يشعر براحه كبيرة عندما يستفتح النهار بعبارتها الرائعة:
- صباحك خير وهنا.
إنها كل حياته كل روحه حبيبة قلبه وأم أطفاله.وزاد عمره وورعه ودافعه للعمل خارجا.يعلم جيداً أن الكون لو تنكر له جميعا وحدها من سيقف ودوما.
كل يوم يشعر بحنين إليها رغم قربها منه!
مازال لا يتقن فن التدليل ولا الغزل , فعلا إنه قاس وصلب وجاف الطباع! كيف تحملته كل تلك السنين؟ هكذا قال في نفسه ومازال عاجزا عن تغيير ذاته.
ربما طبيعة عمله القاسية سببت له كل هذه الأعراض الجانبية .أو ربما هو الطبع تحت الجلد يصعب نزعه.هل هذه الصفات الحقيقية للرجل الشرقي؟ وإذن لما ذا تأنيب الضمير؟
بحث في المنزل ولم يجدها ! ورائحة وجودهم تفوح بكل المكان فتزيده عطرا ومحبه.
-!!!!ماذا تفعلون في الشرفة؟ الطعام في غرفة الطعام!!!خيرا خيرا عندكم حمى على ما يبدو لم يأت الحر بعد!
- غص الأولاد بلقمتهم ..تفضل بابا معنا
- هل تخافون من أحد؟ هل هناك خطب ما؟ غريب
الزوجة: لا شيء, تغيير.
-لا بابا لقمتك حرام هكذا قالت لي أختي.
-ماذا؟
-ماذا أسمع؟ فسروا لي !!
احمرت الوجوه واختنقت العبارات وغص الجميع ووجموا ...وحاروا كيف يردوا على عباراته الحانقة.
كنت أتوقع هجوماً.. صراخاً.. دفاعاً وحجه دامغة كما توقعتها من قرش السوق ....كنت وحدي من يفهم كل شيء... كل شيء عنه,كان فضولي يكفيني.....
صرخ بقوة :
من قريب عدت من العمرة وطفت بأموالي حول الكعبة الشريفة ألا يكفي هذا لتطهيرها؟؟؟؟؟
-!!!!
أم فراس 4 أيار 2008