أنا الرَّجُلْ :
ــــــــــــــــــ
خلوتُ بالجمال وقد افتنّ ، فلم أكن عزوفا عن النظر أو بعيدا من التأمل ،،، فسبحان من أبدع ذلك البدن ،،، حيث الدلّ من طبعها فلا تزال منه في كل يوم لتأسرني ، فهي أبدا هي ، وهو أبدا نجيّ قلمي ،،، ولست أدري كيف فَرَت عيونها ما فرت وفعلت بي الأفاعيل ، بل عملت ما لم يستطعه السحر !!! فسلبت الكرى ثم أطالت الليل .
فقالت وهي تميس كالأميرة : ما لكَ ، كأنك في يأس غلبه الرجاء ، وعاشق عاقه الخجل عن الوفاء ؟؟؟ .
قلت لها : أما الخجل فجمال أتجمل به ، وأما اليأس فإني غالبه ،،، غير أني لا أقرّ ولا أهدأ طالما لكِ عين أقتل من رمح ، وأنفذ من سهم ؟ .
قالت بابتسامة : عيني أنا ؟ ثم حملقت بي كأنها تختبرني ! .
قلت لها : أوَتريدين العبث ؟
قالت : لا ،،، ثم ضحكت والتفتت تلقاء اليمين ، فأنار حسنها خدّ ما أحكمت حمرته ورود الجنان ،،، .
فقلت لها : كيف أهنأ ، وقد جهد خدّكِ في إنشاء حمرته حتى خلت الدم عما قليل سيدفق ، ونفسي لو لم تصب نفسك ستزهق ؟
حنانيكِ فقد اندرأ عليّ حبّكِ حتى فتّت عظمي ، فاستحال من قوة إلى وهن كوهن خيط العنكبوت ! ،،، وحتى ذرعني الحال إلى مسك صدري كيلا يتفتق ، من نظرني حسبني أرتعد خوفا ! .
قالت : لم أر حبك هذا !!!! .
قلت لها : أيتها الجاحدة ،،، أصدقكِ الحب وتحسبيني أتخَوّصكِ ،،، أرمقكِ وتظنيني أرمق البديع وحسب ؟؟؟ .
خلا الوجه من كل قبح ، وخلا اللسان من كل فحش ، أعَدْل يا حبيبتي أن تصنعي مجونا كصاحب ليلى ، وانت لا تريدي أن تكوني ليلى ؟ .
وربي إنكِ لحمقاء .
قالت بتعجب واستنكار : أنا حمقاء !!! .
قلت : نعم ،،، من لها بي ثم يبقى قلبها بِكْراً ، إلا لحماقة ما ظننتُ هبنّقة أصابها .
فغضبت ثم قالت : ومن أنت ؟؟؟؟
قلت : أنا ،،، من إذا صرتِ إليه منعكِ من الذُّؤبان ، وجسّ جرحكِ بأطراف البنان ،،، .
وثم ،،، أنا الرجل ثم الرجل وثم الرجل ، فلن تسمعي صوتا يئن أو باك يجهش ،،، ولن تري تَهْتان المآقي ،،، غير نظرات تُبْرِد لكِ صادق البريد من جوفي المستعر ، وهي نِعْم المبلّغ .
أفلا أنوثة منكِ ترحم رجولتي ؟ ،،، أم أتصبّر فأصيب أجر الصبور ؟؟؟ .
أحبّكِ وحدكِ .
ـــــــــــــــ
حسين الطلاع