|
ألمٌ تَغطرسَ بالشفاهِ .. يجورُ |
أنْ ليسَ تَنبسُ في الجحيمِ صدورُ |
أنْ ليسَ يُجديها تَلعثمُ صرخةٍ |
شَرِقتْ بها عند المماتِ نحورُ |
سكنتْ لهاةُ الجرحِ .. صَمتُ منيةٍ |
دوى بعالمنا فكان زئيرُ |
ما بينَ وقع الخطبِ والصمت الذي |
حلَّ المكانَ .. حكايةٌ وسطورُ |
ألمٌ يُذيبُ مدامعي فأخالها |
والقلبُ سكّبها دمي المصهورُ |
ما زلتُ في ذَهَلٍ يشاغل منطقي |
غمي ونطقي رعشةٌ وزفيرُ |
ما زال هولُ الأمسِ يحرق مهجتي |
أسفاً .. يُأججُ آهتي ويثورُ |
منْ بعدِ أنْ سُحِقَ الأُلى في وهلةٍ |
حلكاءَ أوحت أنّها الديجورُ |
وتساقط الحجرُ العظيمُ ككوكبٍ |
دك المنازلَ .. فالفناء كبيرُ |
والناسُ ويحهمُ .. عظامٌ بُعثرتْ |
قد نشّرتها في البلاد صخورُ |
دُفنوا وكفنهمْ غبار حطامهم |
ولحودهمْ .. أواهُ .. تلك الدورُ |
إذ صخرةُ الموتِ الفُجاءةِ أعلنت |
إنّي و كوم رفاتهم مقبورُ |
حملي وأنقاض المباني أخبروا |
اليوم لا بشرٌ .. ولا قطميرُ |
كانت هُنالك دميةٌ وصبيةٌ |
تتعانقاني .. كلاهما مبتورُ |
كانت تدللُ طفلها فتحولتْ |
رَمساً لطفلٍ همّهُ العصفورُ |
كانت تُؤمّلُ أن تلاقي بعلها |
فالآن ينعيها ولات سرورُ |
كان الأبُ الصوّامُ يقرأ " فُصّلتْ " |
وعلى الجبين المُستضاءِ نضورُ |
فغدا المجندل .. غير أنّ حياتهُ |
هالاتُ عزٍ أومضتْ وبدورُ |
كانتْ دياراً عمرها كمعاشها |
يأتي على سَعَةٍ وثم يبورُ |
أفنتْ معالمها قساوةُ جلمدٍ |
إنّ القضاءِ على العبادِ مصيرُ |
ربّاهُ عطفك يا رحيمُ تلطّفاً |
أنت الرؤوف وأنت أنت غفورُ |
هذا قضاؤكَ نرتضيهِ ونرتجي |
حسنَ الخِتامِ فعيشنا مثبورُ |