من بعدك يا أبي ..أصبح الرمادي في مجلسي كائنا يدير حوارات الأمم ..يقدم إصبعا ويؤخر مسافة سفر ..وهو حوار راقي وسوار على معصم العقل والرصانة , وكل الألوان تدور حوله ,,وهو مربط الفرس لأحداث الساعة , ثمة إجابة لكل تساؤل ,يحك ذهن الغائب والحاضر دون هيمنة الرتابة ....
الرمادي نجم خبا في الصبح , لان الشمس "قشرت "جسده الغير عاري و شهاب مر من هنا منذ دقيقة دون أن أدري ......
الرمادي احتواء قيادي ,والكون في محوره ,,كرة تدور على بنسر الحياد ولا يوجد مسمى دول عدم الانحياز في حضوره (كتلة دول عدم الإنحياز كانت تنحاز لبناء إقتصادها ),,, تشير سبابة التاريخ إلى ثلجه الذائب قبل حلول الصيف في المؤتمرات المنعقدة من أجل حماية البيئة ليسدوا ثغر أوزون بقطعة قطنة ولاصقات الجروح حتى تحدث أزمة الصيدلة في زمن الحروب ونعاني من هذه المعضلة بعد ان وضعنا السدادة في عنق فجوة أوزون .....
الرمادي ... ينابيع تتفجر في أتون اللحظة القاتلة, و تعد قطرات الدقائق المسحوبة من عمر الفشل والانسياق خلف مزاعم الأخبار,, ,,قبل أن تعتري الطفولة الملولة هذيان الرسم على اللوحة, بدون ألوان ..لان الملل استولى على ألوانها الزاهية والغامقة وأصابته أفلام الكرتون بعدوى الحلول الجاهزة ..والحلول الجاهزة هي عبارة عن طبق لا يحتوى على عناصر غذائية وينقصه الملح ..لا يشبع من الجوع ولا يستلذ به اللسان
كان اليتم لنا أنا وأخوتي سيف الزمن المسلول كان يغازل رقابنا وكان الحرمان من حضنك نصل ممدود الى قدر اللمعان وفي حده "الحد "يناكف الهمزة في خطاب النهى , و التورية تُسقط نقطة النون الوحيدة على السطر لتنتحر أمام طغيان ضوء الحقيقة العارية ودقائق الساعة كأنهار جارية تسبق ظنوننا وخوفنا لتحد حدودا لا تتوافق معنا بحيث إن الذي يجب ان يقال قيل وفات أوان المقال ....الرمادي جمرة تستحم في بحيرة الصمت و تنسل من شرارات البحر و ابنتك سفينة قطع القدر حبالها بين مرفأ حضنك وبين معرفة الجهة حيث المسار ...
الرمادي..صوت لا تسمعه ولكنك تقرأه ... حين أميل الى شجرة التفاح و تعجز يدي عن قطف الثمرة ثم اختار ان استظل بها و الحشا طاوي الجوانب ويحصد منجل الصبر تكرار المعمعة ولا مجيب هنا او هناك لأنه يا حبيبي جوع المعدة أصغر حزن ولكن جوعي منك لا يطهره صوم العمر .......
الرمادي حين تخجل الألوان الزاهية عن جمالها وتزهد في البريق لان العيد لم يحن بعد ........ذلك إن أمي بعدك لا تستهويها الألوان وفقدت شهيتها لرائحة العطر ..الرمادي ......وجع مخفي ولكن التظاهر به يعيب على المظاهر والصورة مازالت عالقة بنصف ابتسامة على جدار القوانين الصارمة ..هل يجب ان نبدو امام الكون بأن نزف دمائنا مجرد أصباغ تُعد لموسم المهرجانات ؟ ..حتى نتظاهر بأن أناقتنا مفرطة حد إنقطاع النفس ؟ ..هذا هو حالنا يا أبي ..نطوي بطوننا الخاوية لنشارك في احتفال التراشق بالأكل والشراب ..ونتظاهر بالإكتفاء الذاتي ومصانعنا مازالت في خرائط الخيال وقابعة في عقول حكام أصابتها لوثة أحلام اليقظة هم فقط بحاجة الى مفسري الأحلام والأيدلوجية الغربية بلغت شأوا عظيما في هذا المضمار ...
الرمادي لحاء السرو , حين يجدني هيكلا يكسوه الخجل و مازالت في قائمة أحلام الصبا للوردة البرية أن أسكبني وإياها عطرا في زجاجات الوقت على قارعة الذكرى ثم أرش رشة على طرف وشاح البوح والبحر يحدثني بان الأمواج تناديني وتناديك والرمادي رغم الألوان الصاخبة هو السائد في المدى