لماذا أروي هذه المذكرات ؟ ... لا أدري .. ولكنها سطور تسللت من جدار الذاكرة المنيع واستطاعت أن توجد لنفسها مكانا على الورق .. فرجاءا .. اقرؤوها برفق ...
********************
السبت 21/12/2004 م
عائدة من الجامعة فرحة .. أعلنت اليوم نتائج امتحانات الفصل الدراسي ... وكالعادة كنت من الأوائل على الدفعة.. انتشيت كثيرا وأنا أسمع كلمات الإعجاب من صديقاتي ... تذكرت والدي أستاذ اللغة العربية .. من قذف في قلبي حب هذه اللغة ووقف معي على أسرارها ...
نفس اليوم ... الساعة الثانية ظهرا ...
أتمدد على السرير .. أسترجع لقاء الأمس .. تفاصيله محفورة في ثنايا القلب الصغير ... لكم كان جميلا ووسيما كالأمير الأسطوري في حكايا جدتي القديمة .. عيناه الواسعتان تأسراني ... أتلقى كلماته الكبيرة كالأرض العطشى التي استشعرت الماء فاندفعت لتعب منه على قدر الاستطاعة .... أروي له أحداث اليوم كاملة ... أضحك معه على موقف مضحك .. وأتلقى المديح مستمتعة .. أخفض رأسي في حياء . بينما الفرح يجول في قلبي على هواه ...
الاثنين 30/12/2004 م
اتصل بي صباح اليوم في لهفة .. سألته عما به . أخبرني عن حدوث عملية فدائية في قلب العدو ... طلب مني عدم الذهاب إلى الجامعة اليوم .. كان صوته غريبا بعض الشيء ... أشعر فيه بنبرة غير طبيعية .. لأول مرة أخاف منه .. ترى ما الذي حدث ؟؟؟؟ ..
8/1/2005 م
تغير حسام كثيرا .. لم يعد خطيبي الذي أعرفه .. بل وأحفظه عن ظهر قلب .. تغيرت النظرة المعتادة والتي تشع مرحا .. عيناه تملان حزنا دفينا .. يعتصر قلبي ألما عندما أشاهده .. أتمنى لو أنني أعرف ما بداخله ..
10/1/2005 م – الساعة الرابعة والنصف مساءا ...
موعدنا اليوم في الخامسة ... رتبت المنزل .. تهيأت لاستقباله .. مر الوقت طويلا ... ولم يحضر .. اتصلت به .. الهاتف مقفل ... بدأ قلبي يشغل عليه .. قلق خفيّ تسرب إلى أعماقي .. لا أدري ماذا أفعل ؟؟؟ ...
السادسة من نفس اليوم ...
جرس الباب يدق ... لا أدري لما انقبض قلبي .. استعذت بالله .. بيد مرتجفة فتحت الباب ... وجه أبي مطرق برأسه .. والدموع تتساقط من عينيه .. صرخت صرخة مدوية .. تتابعت الصور في أعماقي .. وسقطت فاقدة الوعي ...
................ بلا تاريخ ...
لن أذكر التاريخ فكل الأيام أصبحت سواء ... أظلمت الدنيا من حولي ... بكيت كثيرا .. أمسكت صورته الموضوعة بجانبي .. تأملت فيها ... بانتباه .. بتركيز .. ومن خلف الدموع كأنني رأيته يتحرك .. نعم يتحرك .. ووجهه المنير يشرق عن أروع ابتسامة رأتها عيناي ...