لَكَــــــمْ تمنيـــــــــــت !!...
لكم تمنيت !!
لا أدري لماذا يحاصرني الشعور بالغربة ؟؟ لماذا جيوش الصمت تطوق خاطري وتزيد من وحشة الليل ؟؟ لماذا تهاجمني الذكريات وتستنفر كل الصور والأصوات كي تحضر مهرجان الليل الصامت ؟؟
أتذكرين أيتها الساكنة في أعماق القلب كيف كنا لا نمل من أن نقطف من ورد المحبة ما طاب لنا القطف ؟؟ وكم كان يمتعني ويسعدني عتابك و لومك و خوفك علي ؟!
يحلو لي أن أحضن الصغيرة , وأقبلها وأهمس ببعض من حماقاتي في أذنها وأسألها رأيها فتهز رأسها إيجابا أو رفضا كما اتفق , لكن الأيام أخذتكم بعيدا وبقي قلبي يجوس بداخله الشوق ويبني الصبربأعماقي لبنة لبنة , أيا عمري الساكن في حشاشة الصدر المتلهف أن يضمكم ويرتوي من بحر الحنان والحب المتدفق من قلوبكم الطيبة والرقيقة, بأي اللغات سأحكي الليلة عن حنيني ولهفتي إليكم ؟؟ بأي الكلمات سأبوح وأقول أحبكم جدا وأكثر..؟؟
أو يحزن من تتفتح أزهار الحب وتنمو في أعماقه البعيدة ؟؟ أيبكي متؤلما لأنها نمت فجأة ! وطالت وغمرت الكون من حوله بشذاها الجميل ؟؟
قلبي أزعجه النوى وأقلقه الشوق الرابض في أعماقه , أنى لي أن أجرعه الترياق وهو يستعذب الألم ! أحبه ياصغيرة ويوجعني أن لا أمل أبدا في أن أنعم به فيكبر بداخلي حزن عميق ويعود رغما عني الإحساس بالإعاقة وكأنني للتو أدركت أنني سأواجه حياة صعبة , الآن أدرك سبب دموع أمي الغزيرة عندما علمت أنه لا مفر من مواجهة حقيقة أنني سأعيش بقية عمري بإعاقة دائما {إلا إذا شاء الله سبحانه وأذن بشفاء من عنده}, كنت دوما أتساءل لماذا الوجوه يكسوها الحزن إذا ما رأتني مقبلة أو مدبرة ؟؟ وإن اختفى الحزن وحل محله الرضى إلا أن احساسا جديدا بدأ يغزو مشاعري , غربة عجيبة تغرقني في عالم صامت , وتكبر كلما حل الظلام , وأتذكر كم كنت أشتاق أن تظل معي الصغيرة يدغدغ حناني وحبي صوتها الرقيق الجميل فأرق لها وأضمها إلي بقوة , بالدعاء والرجاء أبدأ وأختم يومي , وبقلب يرتجف كما الطائر أودعهم , والأمل كان لا يفارقني بأنني يوما ما سأكون الأم المثالية التي ستعطي صغارها كل الحب والحنان والود وستمنحهم ماتبقى من العمر , كم سخر مني الليل وهو يرى دموعي تبلل الوسادة ! وكم آلمني أن أرى أن قوتي بدأت تنهار وصبري قل واضمحل , ليتهم يعودون فتعود إلي نهيلة ورميصاء الحلوة ؟؟
ليتهم يدركون أن ابتلائي ما زادني إلا انسانية وحبا وحنانا !! أي مشاعر حزينة اتحدت واجتمعت علي الليلة ! ,أي بحر من الأشواق أغرقني حنينه وأرقني أنينه؟
تاقت أناملي أن تلامس وجهك الصغير وأن أقبلك وألثم أصابعك الصغيرة واحدا واحدا كما كنت أفعل دائما فأنعم بابتسامتك العذبة وأذوب حبا لك , كم أشعر يا صغيرتي أنني أمك الثانية , أم أنجبتك من قلبها المتعطش للعطاء وللحب والحنان أم تستعيد في طفولتك بعضا من طفولتها الحزينة.0
لكم تمنيت يا نهيلتي لو يمن الله علي بأن أكون أما لطفلة تشبهك فأزرعها توأما لك في أعماق قلبي ! وظل الرجاء والأمل يراودني .. كما الفراشات الملونة تبحث وتفتش عن الزهوركي ترتشف الرحيق في بستان أبدع الخالق فيه أيما إبداع , وكما الفراشات أمام الزهوركنت أنا أمام حرفه وكلماته أفتش في معناها وأقصاها وأدناها وبدايتها ومنتهها عن رحيق يبلل العطش ويروي عروق المحبة في حياتي . أيبقى الأمل كما كنت أقول دائما ؟؟ لا أدري , فقط أقول لك يا صغيرتي لا حزن أبدا لمن كان لله عبدا موحدا , ولعل الله أن يحدث بعد ذلك أمرا ...
https://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مينا عبد الله
